IMLebanon

الحريري مطوّق من كل الاتجاهات… وفحوى لقاء بعبدا : لا نريدك في السراي !

 

تلويح بإتفاق بين الحريري وجعجع وجنبلاط لاستقالة نوابهم وإسقاط المجلس…

 

النتيجة صفر، هذا هو عنوان لقاء بعبدا الذي حمل الرقم 18 ووُجهّت كل الانظار اليه الداخلية منها والخارجية، من دون أي مردود ايجابي امام بلد ينهار، ولم يعد له اي امل بالبقاء سوى بالمعجزة الالهية. في الامس حاول اللبنانيون تكذيب انفسهم متمسّكين «بالقشة» فيما هم يغرقون، لكنهم تأملوا بصعوبة علّ ذلك الامل الخافت ينتشلهم من القعر، لكن كل شيء من هذا لم يحدث، لان الاجتماع المنتظر بصبر نافد، لم تتجاوز مدته النصف ساعة، لبحث ملفات وقضايا وطن يتهاوى بسرعة فائقة، والنتيجة كانت بخروج الرئيس المكلف سعد الحريري من بعبدا بملامح الاحباط والقلق، وافيد بأنه كان ينوي المغادرة بعد دقائق قليلة جداً من بدء اللقاء المتوتر.

 

اذاَ النتيجة لا حكومة ولا اتفاق، بل عودة الى نقطة الصفر وليس الى المربّع الاول، اذ لا احد في نيته التراجع عن شروطه، لا رئيس الجمهورية وفريقه سيتراجعان عن الثلث المعطل، وليسا في صدد القبول بتشكيلة من 18 وزيراً التي يتمسّك بها الحريري، إضافة الى تمسّك الاخير بحكومة اختصاصيين مستقلين، وكل هذا يعني انّ الجرّة الحكومية إنكسرت، ولا مجال لأي ترميم طالما لا تزال الشروط سيّدة الموقف، خصوصاً شرط الثلث المعطل المرفوض من اكثرية الاطراف، والذي يقف حجر عثرة امام التشكيلة، لانّ الرئيس الحريري من سابع المستحيلات ان يقبله بحسب ما يؤكد نواب تيار المستقبل، كما ان إعتذاره غير وارد على الاطلاق، وهذا يعني ان كل المساعي والوساطات لن تصل الى نتيجة، على الرغم من الاوضاع الكارثية التي يعيشها اللبنانيون، والتحذيرات الداخلية من فوضى عارمة وتخبط امني وفلتان سيوصل الى ما لا يحمد عقباه، إضافة في تحذيرات دولية من مصير اسود في حال بقي التعنت طاغياً على المتناحرين، لكن ما حصل في الامس قضى حتى على ذلك الامل الخافت، فلا كلام ولا اتصال من الان فصاعداً بين بعبدا وبيت الوسط، لان فحوى اجتماع القصر الرئاسي اطلق في الامس، رسالة نهائية الى الحريري عنوانها: إعتذر… لا نريدك في السراي.

 

الى ذلك يشير نائب حزبي سابق خلال حديث لـ «الديار» الى انّ وصول الوضع الى هذا الدرك الخطر، يستوجب وضع النقاط على الحروف، والعمل الفوري لوضع حدّ لكل هذه الانهيارات السياسية المتتالية، والتي قضت نهائياً على البلد، وهذا ما ترجم اولاً ضمن الاطار المالي والنقدي، مع عودة تحليق الدولار فور تصريح الرئيس الحريري، وهذا يعني ان لا سقف من الان فصاعداً لسعر الدولار، وبالتالي فالليرة ستتابع انهياراتها، والمطلوب تدّخل دولي على الفور قبل سقوط الهيكل بمَن فيه وعلى رؤوس الجميع وعندها لن ينفع الندم.

 

ورأى النائب السابق أنّ الاجواء السلبية تخيّم على لبنان بقوة، وبصورة سوداوية جداً منذ كلمة رئيس الجمهورية مساء الاربعاء الماضي، حين وجّه الدعوة الى الرئيس المكلف عبر الاعلام، وخصوصاً بعد ان خيّره بين «التأليف والاعتذار»، وصولاً الى إطلاق معادلة في المقابل تحت عنوان «الاستقالة مقابل الاعتذار»، ما ادى الى القضاء على شعرة معاوية بينهما. معتبراً أن لا حل سوى بتحقيق دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي على الفور، عبر مؤتمر دولي عاجل لإنقاذ لبنان. اما على الصعيد الداخلي فدعا المصدر الى اتفاق بين الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، لاستقالة نوابهم وإسقاط المجلس النيابي، لانّ استقالة الكتل الكبرى المعارضة، تحدث خللاً من نوع آخر في المجلس النيابي، وهو الخلل الطائفي والمذهبي، عبر فقدان ميثاقية المجلس أي إستقالة كتلة نيابية من طائفة محدّدة ، ككتلة تيار المستقبل برئاسة الحريري الممثل الاكبر للطائفة السنيّة، وكتلة اللقاء الديموقراطي برئاسة جنبلاط الممثل الاكبر لطائفة الموّحدين الدروز، وهذا يعني تطبيق الفقرة «ي» من مقدمة الدستور التي تنص على ان «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك». كاشفاً أنّ بعض الوسطاء بين الاحزاب الثلاثة المذكورة، لوّحوا بهذه الفكرة قبل فترة وجيزة، خصوصاً حين تأكدوا أن الحل الحكومي مستبعد نهائياً، املاً ان يُطبّق هذا التلويح قريباً، لكن تلزمه نبضات قوية كما قال.