IMLebanon

إجتماع بعبدا وغطاء حزب الله

 

يحتاج حزب الله وفروض الطّاعة لسياسته المعلنة إلى غطاء سياسي لرمي لبنان في تهلكة «قانون قيصر»، كما تحتاج أيضاً  حكومة حزب الله إلى اكتساب «تلميعة» شرعيّة تمدّها ورئيسها بادّعاء وزن سياسيّ ما لها، العهد نفسه يحتاج سياسيّاً إلى «أوكسيجين» يقنع به نفسه والآخرين أنّه ما يزال «جامعاً» و»فاعلاً»، والحقيقة غير ذلك وفي مكان آخر تماماً!

 

«لقاء وطني»أو «حوار وطني» تسميات ألف اللبنانيون سماعها ورميها على الطاولات المستديرة والمستطيلة كلّما انحشر فريق سياسيّ، في مناورات خَبِرناها، تستخدم لادّعاء «وفاق» ما ولشغل الرّأي العام اللبناني عن «مربط فرس» الحقيقة، والحقيقة هذه المرّة ستكون مكلفة جدّاً للبنان، ومربط فرس الحقيقة هذه المرّة هو حزب الله الذي يجرّ لبنان من شعره مستعيناً بهراوة السّلاح الغليظة وإجباره اللبنانيين وإكراههم مهما كلّف الأمر من تجويعهم ومحاصرتهم وتدفيعهم ثمن جرائم النّظام السّوري دفاعاً عن حاجة إيران لبقاء هذا النّظام كونه يشكّل ممراً بريّاً لمشاريعها وأجنداتها المختلفة في المنطقة!

 

وتدخل رئاسة الجمهورية بثقلها على خطّ «قانون قيصر» فتلتزم الصمت حتى الآن ولا تعلن موقفها من «قيصر الأميركي»، حكومة الدكتور حسّان دياب أيضاً تلتزم الصمت متهرّبة من إعلان موقف واضح من القانون الأميركي وتبعاته على لبنان، وحده صوت أمين عام حزب الله حسن نصر الله ارتفع ورسم خطوط الطول والعرض العنكبوتيّة العالق فيها لبنان ومع هذا أعلن أنّ «الدّعوات وجّهت للقاء وطني في بعبدا هدفه التّداول في الأوضاع السياسيّة والسّعي للتّهدئة على الصّعد كافة بغية حماية الاستقرار والسّلم الأهلي»..

 

بات مألوفاً منذ شباط العام 2006 أنّ تقييد ومنع كل الأفرقاء الذين يتصدّون لمواجهة حزب الله يتمّ استدعاء هؤلاء إلى «لقاء استدراج» تحت مسمّى وطني، ودائماً الفاية المعلنة منه «حماية الاستقرار والسّلم الأهلي»، مع أنّ الفريق الذي يُهدّد الاستقرار والسّلم الأهلي هو حزب الله وسلاحه وبيئته المصابة بفائض القوّة والعنترة وترهيب الشّعب اللبناني، وما هتاف «شيعة شيعة» في الأزقّة عندما تتمّ مداهمتها من الرّعاع والهمج لتخويف المدنيين بتحطيم سياراتهم وإحراق محلاتهم وتدمير ممتلكاتهم على مرأى ومسمع من القوى الأمنيّة والعسكريّة والعالم، ومع هذا يحدّثوننا عن»السّلم الأهلي والاستقرار الوطني»!!

 

أقلّ حماية بإمكان الأفرقاء اللبنانيّين المعارضين لاختطاف حزب الله للبنان رهينة الأجندة الإيرانيّة، هو في إعلان مقاطعتهم لقاء بعبدا غير الواضح عناوين الإجتماع، لأن هكذا كلام عمومي هو في مصلحة حزب الله وفريقه وحلفائه ولم يعد جائزاً أبداً إنعاش هذا الحزب وتجيير هكذا اجتماعات لصالحه فهكذا اجتماعات لا تُصرف إلا عند «الصرّاف الإيراني» وإن عن طريق إجرام النّظام الأسدي وارتكاباته الوحشيّة التي وثّقتها صور قيصر وقانونه!

 

لا تمنحوا حزب الله هذا الغطاء ولا الادّعاء بأنّ الشعب اللبناني راضٍ عن سياساته ولا أجنداته ولا رهاناته، وقبل كلّ ذلك لا تمنحوه اعترافاً بسلاحه وصواريخه فالذّعر الذي أصابه بعد خروج أصوات مطالبة بتطبيق القرار 1559 ، ولا جديد في معادلات حسن نصر الله وسلاح حزبه، لا تمنحوه غطاءً في وقت تنصّل فيه هو وانقلب على كلّ تعهداته منذ طاولة الحوار العام 2006 وصولاً إلى إعلان بعبدا والاستراتيجيّة الدّفاعية، لم يخجل نواب حزب الله بعدما انقلبوا على إعلان بعبدا أنّهم كانوا نظراً للظروف مضطرين إلى إعلان قبولهم بالاستراتيجيّة الدفاعيّة في انتظار الوقت المناسب الذي تتغيّر فيه الظروف»!!

 

أي لقاء وطني مع فرقاء جرّبوا عشرات المرّات ، وهم يعدون ولا يفون ويوقّعون على اتفاقيّات ليصلوا إلى أهدافهم ثمّ لا يخجلون من الانقلاب عليها غير خجلين ممّا يفعلون!! فأقلّ ما يقال في هؤلاء أنّهم فرقاء التقيّة والميكيافيليّة السياسيّة وأخلاقهم في السياسة منحطّة وشعارهم الغاية تبرّر الوسيلة!!