IMLebanon

لقاء بعبدا فتح الباب أمام مرحلة حكومية واعدة على أساس الالتزام بالإجماع الوزاري

لقاء بعبدا فتح الباب أمام مرحلة حكومية واعدة على أساس الالتزام بالإجماع الوزاري

قلق لبناني من تداعيات انزلاق الأمور إلى مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران

 

فتح اللقاء الأخير الذي عقد في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري الباب أمام مرحلة جديدة من العمل الحكومة ستتضح معالمها، بعد الاجتماع المنتظر بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد عودته إلى بيروت في اليومين المقبلين، حيث أشارت أوساط حكومية لـ«اللواء» إلى أن الرئيس الحريري وبعدما أوصل الرسائل التي أراد إيصالها إلى من يعنيهم الأمر، يبدو مرتاحاً لمسار المرحلة المقبلة بعد الذي سمعه من الرئيس عون الذي يريد بدوره تفعيلاً أكثر في الأداء الحكومي، بالنظر إلى المهمات التي تنتظر الحكومة في الكثير من المجالات، مشددة على أن رئيسي الجمهورية والحكومة يتشاركان الهواجس نفسها لناحية السعي لإزالة كل العقبات من أمام تفعيل العمل الحكومي وتسريع الخطوات التي تساعد الحكومة على تحقيق الإنجازات التي وعدت اللبنانيين بها.

 

ولأن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة عن سابقاتها، بعدما حدد الرئيس الحريري مكامن الخلل في أداء الحكومة، وأشار إلى الأشياء بأسمائها في ما يتصل بالعقبات التي تؤثر على عملها، فإن التوقعات برأي الأوساط الحكومية تبدو إيجابية لناحية أن المكونات الوزارية ما عاد بإمكانها بعد كلام الرئيس الحريري، إلا أن تلتزم الإجماع الحكومي الذي سيحسن بالتأكيد إنتاجية مجلس الوزراء الذي تنتظره ورشة عمل على مختلف الأصعدة، حيث من المتوقع أن يصار إلى البحث في موضوع التعيينات التي توافق الرئيسان عون والحريري على أهمية إنجازها في وقت قريب وفق معايير قائمة على الكفاءة والجدارة، في ظل النقص الكبير في المراكز الإدارية في العديد من المؤسسات الرسمية، مشددة على أن موضوع التعيينات يحظى باهتمام من جانب المسؤولين، في ظل حرص على إبعاده عن أي شبهة تحاصص، وهو ما أكد عليه الرئيسان عون والحريري في أكثر من مناسبة.

 

وتكشف الأوساط أن لقاء بعبدا الرئاسي، قد أعطى إشارة الانطلاق لتزخيم العمل الحكومي من خلال التوافق على عقد جلستين لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، ستخصصان لبت الملفات العالقة على طاولة الحكومة، بالتوازي مع العمل لتحصين الأوضاع الأمنية وتعزيز الاستقرار الداخلي، منعاً لحدوث ما يعرض هذا الاستقرار لمخاطر مستقبلية، بعد جريمة طرابلس الإرهابية التي لا تزال التحقيقات مستمرة بشأنها، لكشف كامل خيوطها وما يتصل بها من أبعاد على مختلف المستويات، خاصة وأن الجهود منصبة لتوفير مناخات الطمأنينة للبنانيين والوافدين مع بداية فصل الصيف الذي تشير المعطيات إلى أنه سيكون واعداً، بالنظر إلى الأرقام السياحية التي سجلت حتى الان.

 

ولا تخفي الأوساط من وجود خشية لبنانية من تطورات الأوضاع المتسارعة في منطقة الخليج التي تشهد غلياناً وكأنها على فوهة بركان، بعد الاعتداءات التي استهدفت المملكة العربية السعودية وعدداً من السفن التجارية، ما يثير الكثير من الريبة من امكانية انزلاق الأمور إلى مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، مع ما لذلك من تداعيات على المنطقة برمتها ومنها لبنان بالتأكيد، الأمر الذي يفرض على القوى السياسية أن تعي خطورة هذا الوضع، وتساهم بالتالي في تأمين شبكة حماية للبنان لمواجهة العواصف التي يمكن أن تهب من الخليج الذي قد يكون مسرحاً لحرب ضروس بين واشنطن وطهران، يعرف كيف تبدأ ولا يعرف كيف تنتهي.

 

وهذه الشبكة برأيها لا يمكن تأمينها إلا إذا جددت المكونات السياسية الالتزام بسياسة النأي بالنفس واحترام علاقات لبنان العربية، وإبعاده عن سياسة المحاور والتوترات في المنطقة، وبما يؤمن إستقلالية قراره، وألا يكون خاضعاً لأي محور، على ما نص عليه إعلان بعبدا في عهد الرئيس ميشال سليمان الذي لا يزال الطريق الأسلم لحماية لبنان، لا أن يكون هناك من هو مستعد للدخول في مغامرات عسكرية جديدة، قد تعيد توريط لبنان في حروب الآخرين، وتغرقه مجدداً في المآسي والويلات.