Site icon IMLebanon

بعبدا تمرّ من الضاحية؟

الشكر للسيد حسن نصرالله لأنه أكد أن الرئاسة تمر من الرابية. لكن هل أصبح الجنرال والمسيحيون ينتظرون سماحته ليحدّد لهم خطّة الطريق للوصول الى الرئاسة؟

طريق الرئاسة تمر بجميع المسيحيين وبكل المناطق وبأكثرية الرأي العام المسيحي ويجب ألا يحدّد لنا أحد أي طريق نأخذ!

ولهذا ننتظر الاستفتاء الذي تم تداوله بين الجنرال والحكيم. ويا ليتهم يدعون الى استفتاء شعبي تطرح فيه أسماء الجنرال والحكيم وغيرهما. كما الورقة البيضاء، هكذا سنعلم لمرة من يريد الرأي العام، وحينها يكون واجب المسيحيين اختياره وواجب المسلمين احترام ما يعتبر مركز التمثيل المسيحي، ولو اننا نعتبر ان هذا المنطق متخلف ويجب على الرئاسات الثلاث ان تمثل جميع اللبنانيين اذا صح التعبير أكثر من الطوائف. ولذلك فإن تعديل الدستور بالمداورة أو المطالبة بالمداورة بين الرئاسات الثلاث هو حلم ربما، لكن اذا ما أريد يوماً للبنان أن يتطور ويخرج من تحكم رؤساء الطوائف، فلا يمكنه إلا أن يسير نحو هذا المنطق، فهذا هو المخرج الوحيد للتخلص من الطائفية والحروب والاحزاب التقليدية والحفاظ ليس فقط على المسيحيين بل على اللبنانيين. لكن حتى ذاك الوقت لا يمكن الاختباء وراء شعارات وأحلام، ويجب الاعتراف بأن الواقع هو التالي: رئاسة الجمهورية هي منصب للمسيحيين.

وعلى هذا الاساس مشكور كل من يطمئننا الى انه لن يقبل الا أن يكون هذا المنصب للمسيحيين، ومشكور من يعطي مرشحه دعماً علنياً فيحدد لنا اهدافنا ويحدد البوصلة للمسيحيين كي يعلموا أي اتجاه يجب أن يسلكوا. مشكور لانه لولاهم لكنا تهنا على طرق الرئاسة. أو بالحري أليسوا هم ونحن معهم من ضيّعنا انفسنا كي نصبح من دون صلاحيات ومن ثم من دون رئيس؟ ماذا يمكنهم أيضاً ان ينتقصوا منا أو أن يسلبوا؟ هل بقي الكثير؟ لا نعلم، لكن ما نعلمه، والأكيد، انه بمجرد ان يعتبر البعض انه يدعم الجنرال والرئاسة بإعطاء اللبنانيين إرشادات حول طريقة انتخاب رئيسهم، فإنه فقط بهذه المقولة يقصد ان طريق الرئاسة لا تمر إلا عبرهم وبمباركة وبقرار منهم! وبمجرد أن حدد البعض خيارهم، أفلا يعني ذلك بالمختصر المفيد ان “الطريق تمر من عندنا ونحن نحول الطرق الى الرابية أو غيرها؟”

مشكورون على حرصهم علينا كما يشكر المسيحيون الحرصاء على حقوقنا كل هذه السنين والذين جلبوا شعار حقوقنا، فحوّلوا طريق الرئاسة من دمشق الى قريطم والضاحية… وحولوا المنصب الاول الى منصب فراغ بسياساتهم وتحالفاتهم، وأصبحنا عبيد الغرب والشرق القريب والبعيد. وأكثر من ذلك أصبحنا نتذكر بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب والياس سركيس وبشير الجميّل وسليمان فرنجيه وشارل حلو وغيرهم، ونقول صحيح إن الشعب يفضّل رئيساً على رئيس أو أداء على أداء، لكن على الأقل كان هنالك انتخابات ورئيس…