“البعث” منقسم و”التيار” متردّد و”القوات” تحشد
يقفل باب الترشيحات للانتخابات النيابية اليوم وتبدأ مرحلة تشكيل اللوائح، وتُعِد الأحزاب العدة لخوض السباق بأسماء وشخصيات منها ما يلقى قبولاً، وبعضها يواجه بمعارضة ورفض، وما بين الأمرين تبقي بعض الأطراف السياسية أسماء مرشحيها سراً حتى الربع الساعة الأخير.
إنتهى «حزب الله» من حسم تحالفاته في دائرة بعلبك الهرمل بالشراكة مع حركة «أمل»، فبعد اعلان أسماء مرشحيه الأربعة للمعركة المقبلة وابقائه على نوابه الحاليين، وإعلان الرئيس نبيه بري رسمياً عن مرشح الحركة في الدائرة النائب غازي زعيتر، انشغلت الأوساط في أسماء مرشحي المقاعد الباقية. فعلى صعيد المقعدين السنيين اختار الحزب ينال صلح عن بعلبك وملحم الحجيري عن بلدة عرسال، تاركاً المقعد الشيعي السادس لحزب «البعث العربي» ليختار مرشحه حيث درج العرف أن يكون المقعد من حصته وشغله النائب السابق عاصم عراجي لدورتين متتاليتين، وخلال الدورة الماضية تم اختيار اللواء جميل السيد ليشغل المنصب بعد الخلافات التي حدثت داخل الحزب في حينها، وجاءت تزكية السيد من الرئيس السوري كحلٍ وسط، واليوم تعود الخلافات لتطفو على سطح انتخابات 2022 بين أمين عام حزب «البعث» علي حجازي المعين حديثاً والذي تقدم بطلب ترشحه رسمياً، وبين النائب السابق عاصم قانصوه الذي تقدم أيضاً بطلب ترشيحه بانتظار بت الاسم من قبل القيادة السورية، ووفق التحليلات ترتفع حظوظ السيد مجدداً ويمكن أن يكون حلاً وسطاً بين الإسمين لمنع حصول الشقاق داخل «البعث»، الذي يستعيد حضوره لبنانياً بعد مرحلة الأفول التي رافقته مع انسحاب السوريين من لبنان عام 2005.
أما لجهة المقعد الكاثوليكي فقد تم التحالف بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، حيث نشط في الفترة الأخيرة المهندس روني نصرالله ابن بلدة رأس بعلبك كمرشح بتزكية من رئيس «التيار» جبران باسيل وبعد فوزه بالانتخابات الداخلية لـ»التيار»، لتتراجع أسهمه مع ابقاء «التيار «على اعلان الاسم الى وقت لاحق خلال اعلانه أسماء مرشحيه في مختلف الدوائر الأحد الفائت. ويأتي ارجاء بت الاسم بعد جملة الاعتراضات من أهالي بلدتي القاع ورأس بعلبك على نصرالله والمطالبة باستبداله بمرشحٍ آخر هو ميشال ضاهر الذي رشحه «التيار» عام 2018.
مارونياً حسم «حزب الله» تحالفه مع الحزب «السوري القومي الإجتماعي» وقد شغل المنصب سابقاً لدورات متتالية، حيث تولى النائب السابق مروان فارس المنصب كذلك النائب السابق نادر سكر الذي رفض أن يكون مرشحاً للدورة القادمة خلال المفاوضات التي جرت معه، وقد عقد «القومي» سلسلة اجتماعات كان آخرها يوم أمس لحسم اسم مرشحه والذي سيكون من بلدة دير الأحمر على أن يعلنه اليوم.
على خط «القوات اللبنانية»، يتواصل مرشحها الدكتور أنطوان حبشي مع العديد من الشخصيات لتشكيل لائحة تسعى من خلالها الى تحقيق خرق في مقعد الى جانب المقعد الماروني، وتتوسع مروحة مشاوراتها لتشمل العديد من الشخصيات في مختلف المناطق مصحوبة باختيار مرشحين سنيين يشكلان وزناً داخل الطائفة للوصول الى أكبر عدد من الأصوات.
سنياً، تشهد الساحة السنية المزيد من التشتت والضياع بعد احجام «المستقبل» عن الترشح، حيث شكلت مناطقها لا سيما بلدة عرسال ذات الوزن الانتخابي مقصداً للأحزاب واللوائح بغية حشد العدد الأكبر منها، فعمد «حزب الله» الى اختيار شخصية من أكبر عائلة في البلدة وصاحبة الحضور الانتخابي حيث يفوق عدد ناخبي عائلة الحجيري 8000 صوت، وفيما لقيت مبادرة الرئيس السنيورة ترحيباً بقاعياً وكان من المفترض أن يلتقي بعدد من الشخصيات السنية من البقاع بأطيافه الثلاثة ( الغربي، الأوسط، الشمالي) الأسبوع الفائت في البقاع الغربي، أرجئت الزيارة ونقل الاجتماع الى بيروت، وعليه تبقى الساحة السنية مفتوحةً على العديد من الاحتمالات، فالشخصيات التي اختارها «حزب الله» ستنال المؤيدين فقط من الطائفة لا سيما سرايا المقاومة والبعثيين والأقارب، والقسم الآخر سينتخب للمرشحين في اللوائح الثانية كلائحة «القوات» ولائحة الثوار، ناهيك عن بعض الشخصيات السنية المرشحة التي ستنال الأصوات المبعثرة، ليبقى أكثر من 70 بالمئة من ناخبي الطائفة من دون قرار انتخابي، وعليه سيختار جزءٌ من هذه النسبة اعتكافاً عن الاقتراع، أما القسم الآخر فسيصوت لمن يستميله من الأحزاب، وستكون «القوات» صاحبة الحظ الأوفر لما يجمع الطرفين من ثوابت ومبادئ.