وقعت المفاجأة بخبر من سوريا أن ماهر الأسد يزكّي ترشّح اللواء السيد
أُقفل باب الترشيح للانتخابات النيابية لكن باب سحب الترشيحات سيبقى مفتوحاً حتى نهاية الشهر الجاري، وحتى هذا التاريخ يستمر الجدل حول المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل، والناتج عن تضارب المواقف في سوريا حول دعم المرشح عن حزب البعث الامين القطري علي حجازي، بعدما حسم النائب اللواء جميل السيد ترشحه للانتخابات عن المقعد ذاته في بعلبك الهرمل، معتبراً نفسه أنه غير معني بكل الضجة المثارة خارج لبنان وداخله. التضارب في المواقف لدى القيادة السورية يجعل استمرار ترشيح حجازي موضع تشكيك، وسط معلومات تتحدث عن احتمال انسحابه لصالح اللواء السيد نزولاً عند رغبة المعنيين بالمقعد بقاعاً أي «حزب الله». فماذا في تفاصيل ما شهدته الساعات الماضية حول ترشيح حجازي ومن الذي تسبب بالبلبلة التي وقعت؟
إستناداً الى رواية اصدقاء مشتركين بين الجانبين اللبناني والسوري فإن التباين انطلق من لبنان ومن السفير السوري علي عبد الكريم الذي سبق وقام بزيارة الى نائب الامين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، يبلغه ان القرار في سوريا اتخذ بترشيح حجازي عن المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل. لكن المفاجأة حصلت في ما بعد إثر الخبر الذي حمله احد الاصدقاء المشتركين من سوريا، ومفاده ان ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري يزكّي ترشّح اللواء السيد على لوائح الثنائي الشيعي، ما دفع السفير عبد الكريم الى التحرك فوراً باتجاه التأكيد على ترشيح حجازي، فطلب زيارة ثانية الى الشيخ نعيم ليبلغه هذه المرة بتسلمه كتاباً رسمياً من الرئاسة السورية يطلب ترشيح حجازي، في الوقت الذي كانت نفت فيه الناطقة باسم الرئاسة السورية بثينة شعبان لمراجعيها ان يكون الرئيس الاسد قد اتخذ قراره النهائي بهذا الشأن بعد.
هذان التخبط والبلبلة أثارا استياء «حزب الله» الميال في الاساس لاعادة ترشيح اللواء السيد لاعتبارات عدة اهمها أبعاد اعادة ترشحه السياسية ودوره في المجلس مقارنة مع شخصية اخرى. وطبيعي ان «حزب الله» المعتاد على حسم المواضيع بسرعة من دون الدخول في زواريب التسميات وفتح الجبهات، يعبّر عن مرارة ضمناً لما آلت اليه الامور في ما يتعلق بهذا المقعد النيابي، في المقابل رفض اللواء السيد الدخول من قريب او بعيد في بازار التسميات والمفاضلة، وأبلغ «حزب الله» انه خارج اللعبة نهائياً وان قرار ترشيحه مرهون بما سيقرره وحده، طالباً من «حزب الله» اصدار بيان تأكيد بهذا الشأن، وبالفعل أصدرت العلاقات الاعلامية في «حزب الله» بياناً يؤكد «أن النائب اللواء جميل السيد هو شخصية مستقلة، وأن قرار ترشحه أو عدم ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة واختيار الدائرة الانتخابية التي يقرر الترشح فيها واختيار الجهات التي يتحالف معها انتخابياً، هو قراره الشخصي حصراً».
وفي ظل هذا الانقسام جاء ترشح النائب السابق عاصم قانصوه ليزيد الاوضاع تعقيداً. لم يستطع قانصوه التماهي مع فكرة ترشيح حجازي بدلاً منه عن مقعد شغله لدورات ثلاث، وانه يسبق حجازي في حزب البعث بأشواط ولذلك فهو يرفض الانسحاب. خلال انعقاد مؤتمر البعث في سوريا، استقبل الرئيس بشار الاسد النائب السابق بحفاوة بالغة واشاد بمناقبيته الحزبية. لكن قانصوه وبعد اذاعة التشكيلات الحزبية التي خلت من اية اسماء من فريقه داخل حزب البعث انسحب غاضباً ولا يزال يعبّر عن استيائه لما حصل. إنقسام داخل البعث اضيف الى غياب القرار السوري الموحد والمقاربة الواحدة للتعاطي مع الاحزاب في لبنان حيث يسود منطق الأجنحة.
بناء على كل ما تقدم وبسبب البلبلة العابرة للحدود فضّل «حزب الله» التريث في القرار والتمهل الى حين موعد اقفال باب تشكيل اللوائح ريثما تكون القيادة السورية قد حسمت امرها.