أرخت نتائج انتخابات أيار عام 2018 بتداعياتها على محافظة بعلبك ـ الهرمل، وبدأت الأحزاب الفاعلة إعادة حساباتها لتتطابق مع بيدر الواقع الذي تبدّل خلال الأعوام الأربعة السابقة، وخلطت فيها الأوراق وتغيرت أحوال الناس وتوجهاتهم.
تعمل بعض القوى السياسية والأحزاب وفق مبدأ أن الانتخابات النيابية حاصلة غداً، حيث تعقد اللقاءات في البقاع الشمالي لنسج التحالفات، إضافةً الى الورش الداخلية لتنقيح لوائح الشطب مع مراجعة مكامن الخلل الذي أصيبت به خلال الدورة السابقة، فالمعركة اليوم متشعّبة الأطراف والأهداف.
لم تمرّ النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة مرور الكرام وخصوصاً عند الجهة الأقوى حضوراً وشعبية في بعلبك الهرمل وهي “حزب الله”، حيث شكّل القانون الذي أجريت على أساسه للمرة الأولى “بروفه” تبنى عليها إدارة المعركة الانتخابية لناحية تسجيل خروقات أو منعها، وإن كان الوصول الى الحاصل الانتخابي يجعل الخرق حتمياً.
غير ان قراءة “حزب الله” مختلفة لتلك النتائج التي أفرزت واقعاً جديداً تمثل بخرق المحدلة التي اعتادت الفوز المحتوم بعشرة مقاعد نيابية (6 شيعة،2 سنّة،1 كاثوليك،1 ماروني)، وشكل الخرق، الذي سجله تيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية” مجتمعين، مقعداً فارغاً لكل منهما يسعى “حزب الله” الى سدّه في الانتخابات المقبلة، وفق تكتيك جديد يبدأ من رفع نسبة الاقتراع ومعها الحاصل الانتخابي، ولا ينتهي بتوزيع الاصوات التفضيلية لمنع الخرق في مقاعد معينة.
بدأ “حزب الله” قراءته من معاينة توجه المسيحيين السياسي القاطنين في القرى ذات التعددية الطائفية كبلدات دورس، الطيبة، مجدلون، والتي يشكل فيها عدد الشيعة اكثر من المسيحيين، حيث أدلوا بأصواتهم لصالح مرشح “القوات” عام 2008 النائب الحالي الدكتور انطون حبشي، ودارت خلال تلك الفترة في الكواليس تسريبات عن إعادة النظر في البلديات ورئاساتها وعدد أعضائها، والتي يترأسها مسيحي وفق العرف القائم وعدد أعضائها مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، بحيث تنزع الرئاسة منهم وعدد من الأعضاء عبر خوض الانتخابات البلدية، في لوائح متكاملة تحقق فوزاً كاسحاً ومنها يتم اختيار الرئيس، فالقانون والدستور لا يلحظان طائفة الرئيس أو المختار او مناصفة عدد الأعضاء.
وعلى مقلب الانتخابات النيابية يكون التوجه بدعم المرشح الماروني على لائحة “حزب الله” بأصوات تفضيلية تفوق تلك التي يمكن أن يحصل عليها مرشح “القوات”، وإذا ما حصلت اللائحة على الحاصل الانتخابي يكون الخرق في مقعد آخر، كذلك الأمر فإن “حزب الله” منفتح على خيار التحالف مع “المستقبل” في بعلبك الهرمل في سبيل رفع الحاصل الانتخابي وجذب أصوات السنّة.
أما “القوات” فقد بدأت العمل باكراً في المنطقة وأجرت سلسلة لقاءات ومشاورات لتكوين صورة عما ستكون عليه الامور في المرحلة المقبلة، ووفق مصادر خاصة لـ”نداء الوطن” فإن “القوات”، وبعد القطيعة مع “المستقبل”، تتواصل اليوم مع عدد من الشخصيات الشيعية المستقلة والسنّية أيضاً، بهدف تشكيل لائحة متكاملة يمكن من خلالها الوصول إلى الحاصل الانتخابي، كذلك هناك تواصل مع السيد بهاء الحريري الذي أبدى رغبته في خوض الانتخابات عبر 20 مرشحاً في كل لبنان، واستعداده أيضاً لدعم مرشحين من تيار “المستقبل” من الدم الجديد والكف النظيف.
وأضافت المصادر أن “القوات” لا تسعى من وراء ذلك إلى الحصول على الحاصل الانتخابي ونجاح مرشحيها فقط، بل هي تدخل في مقارعة ومواجهة مباشرة مع “حزب الله” في المنطقة وتسعى لتسجيل خرق في مقعد ثان.