Site icon IMLebanon

المؤسسات السياحية تستغيث ولا مهرجانات في قلعة بعلبك هذا العام

 

لم تُبقِ جائحة “كورونا” على قطاع إقتصادي أو إنتاجي إلا وأصابته بخسائر، وتوقّفت معها عجلات الحركة الإقتصادية، التي تُرخي بظلالها على مجريات الحياة اليومية، حيث يعاني اللبنانيون من بطالة ترتفع بين يوم وآخر، وتتدهور حالة اللبناني أكثر فأكثر، من دون حلول جدّية من الحكومة تعد بها من دون تنفيذها.

 

مرّت مدينة بعلبك خلال السنوات الماضية بظروف أمنية وإقتصادية صعبة، إنعكست على حال المدينة وسوقها التجاري، وتراجع معها عدد السياح الوافدين، نتيجة التوتّرات الأمنية والإشكالات المسلّحة التي لا تزال تُسيطر على ذهنية البعض، حيث سجّل العام الماضي هروب أعداد كبيرة من السياح إلى مدينة زحلة، خلال وقوع إطلاق نار وقذائف صاروخية، وكأن بالبعض يُريد لبعلبك أن تبقى تحت جنح الظلام والمخربين.

 

أعادت الحكومة في قرارها أخيراً فتح المطاعم والمؤسسات السياحية، وحدّدت نسبة 30% قدرة إستيعابية لها لاستقبال الزبائن. غير أن تلك المؤسسات لم تفتح جميعها، فيما توالت الخسائر عليها. فقُدرتها الإستيعابية لا تُعوّض خسائرها، ولا تستطيع تغطية أجور العمّال والموظّفين ومُجاراة سعر صرف الدولار، وبالتالي زيادة الأسعار التي لا قُدرة للناس على تحمّلها، إضافةً إلى سبب أساسي، وهو الخوف من عدوى “كورونا”.

 

إيهاب رعد نقيب أصحاب المطاعم في بعلبك الهرمل، وأمين سرّ إتحاد النقابات السياحية في لبنان، أشار في حديث لـ”نداء الوطن” الى أن مؤسسات عدّة في المنطقة أقفلت أبوابها بعدما أصبحت غير قادرة على تحمّل الخسائر، فيما زادت نسبة البطالة بسبب توقّف عمّال هذا القطاع الذي نعتمد عليه بشكل أساسي، وهو جزء من الإقتصاد الوطني اللبناني، مضيفاً أن الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي مرّت بها مدينة بعلبك أدّت إلى تراجع السياحة ومدخولها، لتأتي “كورونا” وتقضي على ما تبقّى.

 

وأضاف أن البقاع على امتداده، يتمتّع بمقوّمات سياحية بشرية وطبيعية، تجعله يُساهم في زيادة الدخل الوطني عبر اهتمام الدولة بهذا القطاع عبر البنى التحتية والترويج للسياحة، مشيراً إلى أن الإتحاد سيعقد مع وزير السياحة إجتماعاً للبحث في كيفية النهوض بالقطاع بعد الخسائر التي مُني بها وكي يقف مُجدّداً، وبأن هناك جملة إقتراحات ستُقدّم الى الوزير بغية المساهمة في تحسين الواقع السياحي وعودة المؤسسات التي أقفلت الى العمل من جديد. وأهمّ تلك الإقتراحات في ظلّ “كورونا” وتقطّع أوصال السفر بين الدول، هو تشجيع السياحة الأثرية والدينية بين أبناء الوطن.

 

وفيما تعوّل مدينة بعلبك سنوياً على مهرجانات المدينة الدولية لتحريك الدورة الإقتصادية نوعاً ما، فلا مهرجانات هذا العام بسبب وضع البلاد العام ومنع التجمّعات. وفي هذا الإطار، أشار عضو لجنة مهرجانات بعلبك الدولية حماد ياغي لـ”نداء الوطن” الى أن الوضع الأمني المتردّي ينعكس سلباً على السياحة في مدينة بعلبك، وإطلاق النار اليومي، حتى أن حركة الزوّار اللبنانيين من مختلف المناطق تراجعت إلى حدّ كبير. وفي ما خصّ المهرجانات التي تنعكس إرتياحاً إقتصادياً على المدينة نتيجة الزوار الأجانب، الذين تتخطّى أعدادهم الثلاثين الفاً كل عام لحضور المهرجانات، فهذا العام لا مهرجانات بسبب الأوضاع العامة و”كورونا”، لكن سيكون هناك حفلة للفرقة السيمفونية اللبنانية في السابع والعشرين من هذا الشهر والتي ستعزف من داخل قلعة بعلبك بشكل منفرد وستُبثّ مباشرةً على التلفزيون بشكل مجاني، للتذكير ببعلبك وبمهرجاناتها، في رسالة سلام لكل لبنان. كذلك، للمهرجانات أهمّية على صعيد العالم، فهي معروفة عالمياً وقائمة منذ العام 1956، آملاً في أن يعمّ الأمن في المدينة لتجذب اللبنانيين إليها، أقلّه في هذه الظروف.