Site icon IMLebanon

عزل بعلبك قريباً… الأرقام مُخيفة والإستهتار يتحكّم

 

خضر لـ”نداء الوطن”: الإصابات أصبحت قريبة من المعدّل الذي يتيح الإقفال

 

يغيب الوعي والإحساس بالمسؤولية في التعاطي مع تفشّي وباء “كورونا”، ولا يزال الاهالي في بعلبك يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، في وقتٍ أضيفت مدينة الهرمل وبلدة حوش الرافقة إلى لائحة البلدات المقفلة بسبب إنتشار الفيروس.

 

بوتيرةٍ مرتفعة، تتزايد أعداد المصابين في المدينة، وتفوق تلك المُعلن عنها بحسب بيانات وزارة الصحّة التي تقوم بإجراء الفحوصات في مبنى إتحاد بلديات بعلبك بشكل دوري للمصابين والمخالطين. وتُظهر جردة وفق أسماء المصابين وعائلاتهم إلى إرتفاع أعداد الحالات في المدينة إلى ما يفوق الـ 150 حالة، فيما لا يزال كثيرون يخفون إصابتهم.

 

وحذّر رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق من تفاقم الإصابات ما يُنذر بإقفال المدينة نتيجة الإستهتار وعدم الإلتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية، وإحياء المناسبات والتجمّعات في الأفراح والأحزان.

 

وبعد قراره بإقفال مدينة الهرمل وبلدة حوش الرافقة، أصدر محافظ بعلبك ـ الهرمل بشير خضر قراراً بإقفال قلم نفوس بعلبك بعد تسجيل إصابة إحدى الموظفات، على أن يصار إلى إجراء فحوصات للموظفين يوم الإثنين المقبل. ويُشار الى أنّ الموظفة على احتكاك دائم بمخاتير المدينة الذين يقصدهم الناس لإتمام المعاملات، ناهيك عن تجوّلهم لإتمام واجباتهم الإجتماعية، ليبقى السؤال عن القرار الأساس في إقفال المدينة. من جهته، أصدر رئيس دائرة الأوقاف في بعلبك ـ الهرمل الشيخ سامي الرفاعي قراراً قضى بإقفال المساجد في المدينة ومحيطها يوم الجمعة وحتى إشعارٍ آخر.

 

وأوضح محافظ بعلبك ـ الهرمل بشير خضر لـ”نداء الوطن” أنّه اتّخذ قراراً “بإقفال كل المؤسسات في المدينة من الخامسة مساء اليوم السبت حتى مساء الأحد في 8 تشرين الثاني وخفض المطاعم قدرتها الإستيعابية إلى 50 بالمئة خلال النهار”، وقال: “نعمل على خطة متكاملة في حال وصلنا إلى مرحلة ضرورة عزل مدينة بعلبك، كون الإجراءات فيها تختلف عن القرى والبلدات، وتحتاج الى تضافر جهود المحافظة والبلدية والقوى الأمنية، وهناك إجتماع تنسيقي مطلع الأسبوع لوضع خطة تتفعّل في حال تخطّت الإصابات الأرقام المسموح بها قبل العزل”، مشيراً الى أن “إقفال المدارس يتم بالتنسيق مع وزارة التربية كما حدث في الهرمل وحوش الرافقة”.

 

وأضاف: “كون بعلبك تضمّ إدارات رسمية، فإن إقفالها يتمّ بالتنسيق مع وزارة الداخلية والوزارات المعنية مثلما حدث مع إقفال سرايا الهرمل، والإقفال بات قريباً كون الأرقام أصبحت قريبة من المعدّل الذي يتيح الإقفال”، مُجدّداً تخوّفه “من أن نصل إلى السيناريو الإيطالي خصوصاً أنّ أقسام “كورونا” في المستشفيات إمتلأت”.

 

إنتقال العدوى وصل قبل ايام إلى إحد المجمعات التربوية الرسمية في بعلبك، حيث سجلت إصابة أربعة أساتذة، ما دفع بعضهم إلى مطالبة رابطة التعليم الثانوي التي ينتمون إليها، بالضغط على وزارة التربية لأخذ القرار بإقفال المدارس في المدينة، فيما تتلهّى الرابطة بالمطالبة بزيادة الرواتب لمعلّميها التي تصل في بعض الأحيان إلى اربعة ملايين ليرة بعد سلسلة الرتب والرواتب الأخيرة، والتي كانت سبباً في إرتفاع الأسعار في حينها وتسريع الوصول إلى الإنهيار والتضخّم. أما المدارس وخصوصاً الخاصة منها فهي تحار بين أمرين: الإستمرار بالدوام وفتح أبوابها أمام التلاميذ الذين يتردّد أهالي بعضهم في إرسالهم، حيث تشهد معظم المدارس غياباً يومياً للتلاميذ وبأعداد مرتفعة نتيجة إرتفاع الإصابات في بعلبك، وبين خيار الإقفال والعودة إلى التعليم عن بعد وتوقّف الدعم المالي من الأقساط وبالتالي العجز عن دفع مستحقّات المعلمين.

 

وكما كل المناطق اللبنانية، تعاني مستشفيات بعلبك ـ الهرمل، الخاصة والحكومية، صعوبة في تأمين أسرّة لمن تسوء حالتهم الصحّية، حيث ينتظر الناس لساعات في غرف الطوارئ لتأمين سرير عناية يخفّف عنهم الأوجاع، الأمر الذي يجب أن يدفعهم إلى التحلّي بروح المسؤولية والخوف على عائلاتهم.