IMLebanon

الشارع المسيحي في بعلبك – الهرمل يلتفّ حول “القوات”

 

تصرّ «القوات اللبنانية» على خوض الانتخابات النيابية متخطيةً حواجز المقاعد وفرزها الطائفي، وتسلك درب المواجهة وفق رؤية ومشروع تحاكي فيهما مختلف الفئات والأطياف بعيداً عن الاصطفاف المذهبي والخطابات التي ملّ الناس سماعها.

يلف بيكار تحالفات «القوات» دائرة بعلبك – الهرمل على اختلاف تشعباتها، وتنطلق من النتائج التي أرستها انتخبات عام 2018 مقرونةً بأداء النائب أنطوان حبشي على مدار أربع سنوات، والذي عزز ثقة الناس بخيارها ولبّى طموح وهوى الشارع المسيحي في التعبير عن رأيه المغيّب والمصادر منذ سنوات، لتتحدث الأرقام عن نبض هذا الشارع الذي أصبح عند «القوات» بشكل كبير.

على قدر حجم التهميش وغياب التمثيل لأبناء القرى المسيحية في بعلبك الهرمل والذين عانوا الحرمان بفعل القانون الأكثري، جاء القانون النسبي وانتخاب النائب حبشي مرشح «القوات» حاصداً أكبر عددٍ من الأصوات التفضيلية التي حصل عليها النواب المسيحيون في مختلف الدوائر الانتخابية على صعيد لبنان ( نال 14858 صوتاً)، وحصل على أكثر من سبعين بالمئة من أصوات المسيحيين في الدائرة هنا إضافةً إلى مئات الأصوات السنية وبعض الأصوات الشيعية المعارضة، كاسراً الإحتكار الذي فرضه «حزب الله» على المقعد الماروني واختيار أسماء وشخصيات تدور في فلكه.

الناخب الكاثوليكي قبل الماروني سيصوت للقوات

أكثر من أربعين ألف ناخبٍ مسيحي في دائرة بعلبك الهرمل موزعين بين موارنة وروم كاثوليك وروم أرثوذكس ينتخبون نائبين اثنين عن المقعدين الماروني والكاثوليكي من أصل عشرة نواب، ومع حماوة المشهد الانتخابي في هذه الدورة أكثر من أي استحقاقٍ سبق، تتجه الأنظار اليهما لعدة اعتبارات، أولها المعركة الحامية بين «القوات اللبنانية» و»حزب الله» ومدارها المقعد الماروني، اضافةً الى تبني وادعاء التيار الوطني لتمثيل الكاثوليك في بعلبك الهرمل وارادتهم الشعبية، وخوض النقاشات مع «حزب الله» في سبيل بناء تحالف معه يكون المقعد الكاثوليكي من حصة البرتقالي.

مصادر متابعة أشارت لـ « نداء الوطن» إلى أن الواقع على الأرض اليوم يختلف عن توجهات بعض الأحزاب المسيحية وتطلعاتها، فالشارع المسيحي في بعلبك الهرمل عبّر عن ارادته وتطلعاته عام 2018 بعيداً عن الاصطفاف المذهبي بين ماروني وكاثوليكي، فكانت نسبة الإقتراع هي الأعلى في تاريخ الانتخابات النيابية في الدائرة، وكانت نسبه الاقتراع لصالح القوات مرتفعة، وحصدت أصواتاً من داخل بلدة رأس بعلبك التي كان لها مرشح على لائحة «حزب الله»، أما في بلدات دير الأحمر وشليفا والزرازير وعيناتا وغيرها فكانت محض «قوات». وأضافت المصادر الى أنه ورغم وجود الوطني الحر في الحكم الا أنه لم يستطع جذب الشارع في المنطقة، وهو لم ينجح في اقناع حلفائه بالتحالف وترشيح مرشح عن المقعد الكاثوليكي كون الرأي العام يصب في خانة «القوات»، ناهيك عن تجربة الانتخابات الماضية التي ترشح فيها ابن بلدة رأس بعلبك ألبير منصور وحصل على أصوات من بلدته كما حصل الدكتور حبشي.

رئيس بلدية القاع بشير مطر أشار في حديث لـ «نداء الوطن» أن الانتخابات اليوم ستأخذ طابعاً مختلفاً وأساسياً نظراً للأوضاع الإقتصادية والأمنية وغيرها وهي فرصة للتغيير، وفي بلدات القاع ورأس بعلبك والجديدة وخلال الفترة الماضية وما عانته من صعوبات تعرف من وقف جنبها ولم يتركها وتابع قضاياها، فالنائب أنطوان حبشي المنبثق من ارادة شعبية وخلفه «القوات اللبنانية» كان حاضراً، وقد ساهم في كثير من الشؤون والمشاريع التي عادت بالنفع على البلدة بأكملها وهي موجودة الآن، وساهم أيضاً في تأمين المازوت المدعوم على سبيل المثال في عز الأزمة للبلدات جميعاً لتشغيل المولدات وتأمين المياه، فالصدق في التعاطي والمواقف الصلبة وعدم التلون أثرت على الناخبين على اختلاف مذاهبهم، والناس على مدار السنوات السابقة كانت تسعى لأن يصل مرشح بلدتها سواء عن المقعد الكاثوليكي الذي مثلته بلدة رأس بعلبك على مدى خمس عشرة سنة أو القاع أيضاً، أما اليوم فقد تبدلت خياراتهم باتجاه الأفضل ومن يبقى معهم والحاضر بينهم ويدعم قضاياهم بغض النظر عن الانتماء المذهبي.

وأضاف أن تجربة «القوات اللبنانية» والنائب حبشي في المنطقة كانت ناجحة من خلال التعاطي الشفاف والقريب من الناس وليس على حساب المصلحة العامة، وأن خيار الناخب الكاثوليكي في الانتخابات سيصب في مصلحة «القوات» شأنه شأن الصوت الماروني وهذا لا يعني أنه على خصومة وعداوة مع محيطه، فهذه خيارات سياسية يكفلها القانون، والناس وفية للأداء ولمن وقف بجانبها وتنتخب وفق مشروع وطروحات سياسية.