“حزب الله” يعمل على إمتصاص غضب الشارع
إستكملت القوى السياسية موالاةً ومعارضة إعلان لوائحها الانتخابية واقامة المهرجانات وإن بدا وهجها خافتاً، وانصرفت تعمل على خط الناس وتشجيعهم على الإقتراع واقناعهم بالمشاريع الانتخابية المكرر أغلبها.
تستعد دائرة بعلبك الهرمل لخوض معركةٍ تُعدّ الأقوى على مستوى الدوائر الانتخابية في لبنان كافة، وتتنافس ست لوائح في العلن، بينما تنحصر المعركة بين «حزب الله» وحلفائه ( «أمل»، «الوطني الحر»، «البعث»، «القومي») و»القوات اللبنانية» وحلفائها من مرشحين شيعة وسنة مستقلين، ويعمل المتنافسون على شد الحبال الانتخابية والإمساك بها بعد الثغرات التي أصابت مسيرة البعض وقلبت مزاج الشارع ضده، حيث أعلن كثيرون مقاطعتهم للإنتخابات وعدم اقتراعهم بمن فيهم جمهور «حزب الله»، حيث يسعى الأخير عبر جولات نوابه على المناطق والعائلات مصطحبين معهم المرشحين الجدد من السنة والمسيحيين ليتعرف الناس عليهم، وتصوت كل منطقة وفق التقسيمات التي اعتمدها الحزب موزعاً أصواته التفضيلية على المرشحين العشرة، كذلك يعمل على إمتصاص غضب الشارع والنقمة على إعادة ترشيح النواب أنفسهم، وعلى إنجازاتهم في المنطقة، وتعمل ماكينته الانتخابية لتأمين النقليات لأبناء المنطقة القاطنين خارجها في بيروت ومختلف المناطق. ويحملُ عمل الحزب لحشد الأصوات واقناع الناس بالاقبال على صناديق الإقتراع دلالاتين: الأولى هي سعيه لرفع نسبة الاقتراع وبالتالي رفع الحاصل الانتخابي الى ما فوق 21 ألفاً واخراج اللوائح الخمس المنافسة له من السباق عند أول حاصل، أو احساسه بـ»الحشرة» بعد موجة الاعتراض التي تلاقيه وعدم قدرته على الامساك بالشارع الشيعي كما يجب، المحازب منه والموالي.
وفيما ترى مصادر متابعة أن حماوة المعركة تنطلق فعلياً بعد عيد الفطر وعلى بعد عشرة أيام من الإنتخابات، وقد بدأت طلائعها تظهر مع انتشار ظاهرة الاعلان الانتخابي عبر نشر صور ويافطات للمرشحين، سبقهم «حزب الله» بتعليق يافطات كتب عليها شعاره» باقون نحمي ونبني» على امتداد الطريق الدولية من رياق حتى الهرمل وعلى الطرق الفرعية، وتشير المصادر الى أن اللوائح الأربع المنافسة غير لائحة «القوات اللبنانية» وحلفائها، لا يمكن أن يصل أيٌّ منها الى الحاصل الانتخابي او نصفه، وكان بعضها على سبيل تسجيل حالة اعتراضية مكشوفة في مكانٍ ما، ومدعوم في مكانٍ آخر للملمة الأصوات المعارضة وعدم ذهابها باتجاه اللائحة الأولى المنافسة للحزب وهي لائحة «القوات».
وتضيف أن حركة المرشحين في تلك اللوائح ضعيفة نوعاً ما ومحدودة جغرافياً، وتقتصر في كثير من الأوقات على المرشح وشخصين معه، ويعود ذلك الى الغلاء في أسعار المحروقات وعدم القدرة على تأمين السيولة اللازمة لمناصرين ومرافقين لمشاركتهم الجولات الانتخابية، وذلك بفضل السلطة السياسية التي أمعنت في افقار الناس وقضت على ما يسمى الطبقة الوسطى في لبنان، حيث حجزت أموال هؤلاء وأصبحوا غير قادرين على تغطية نفقاتهم الانتخابية كالأحزاب والقوى التي تتلقى أموالاً من الخارج وتستطيع أن تنفق يمنةً ويساراً، وبالتالي فإن حظوظ هؤلاء المرشحين تبقى معدومة في ظل أزمة اقتصادية تنعكس على خيارات الناخب ومن يقف الى جانبه ويقدم له المساعدة.
وبين لعبة الحواصل الانتخابية وحشد المؤيدين والمناصرين ما قبل يوم 15 أيار، تعمل «القوات» بصمت واضعةً نصب أهدافها تحقيق النتيجة التي تحققت عام 2018 وقد أتت بحاصلين، لتدحض كل التأويلات والتفسيرات خلال الفترة السابقة على أن بعض الشخصيات المرشحة آنذاك ساهمت في نجاحها. فالمرشح يحيى شمص الذي حاز على أكثر من 6 آلاف صوت كان نصفهم أصواتاً سنية والنصف الآخر اصواتاً شيعية وبالتالي يستطيع المرشحون الشيعة المستقلون تأمين هذا الرقم، كذلك وان خفتَ وهج «المستقبل» فالمرشحون السنة يستطيعون تأمين أصوات سنية وازنة للائحة، كذلك الاقبال السني على الانتخابات سيكون خلافاً للتوقعات السلبية التي تُضخ.
وما بين الركود الانتخابي الحاصل خلال شهر رمضان، والعمل خلف الكواليس والستائر وبث الأخبار المتعلقة بالنتيجة سلفاً، يبقى منتصف أيار هو يوم الفصل لتبيان الأحجام الشعبية للأحزاب والقوى السياسية، وللمرشحين الجدد الطارئين على سجل «مرشح للانتخابات النيابية».