IMLebanon

“التيّار” يتّكل على دعم “حزب الله” والإعتداء على المنافسين

 

الحماوة تزداد ومعركة بعلبك – الهرمل تزداد صعوبة

 

يشتدّ العصب الإنتخابي مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي في 15 أيار، وتزداد حماوة المعركة في دائرة بعلبك الهرمل مع كل ما تقتضيه من أساليب ووسائل تستخدمها اللوائح المتنافسة ما يؤثر على حرية الناخب وخياره.

 

على عادته الاستفزازية حطّ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في المنطقة يوم عيد الفطر وتحديداً في بلدة القاع، حيث أقيم له احتفال انتخابي أسوةً بكل الاحتفالات المناطقية المتنقلة وقد رافق الزيارة غضب شعبي على حركته والفشل الذي ترافق مع ولايته على وزارة الطاقة وأسلافه البرتقاليين من بعده. وتأتي الزيارة بعد الاتفاق بين “التيار” و”حزب الله” على خوض المعركة في دائرة بعلبك الهرمل معاً عبر مرشح “التيار” الدكتور أسعد التوم عن المقعد الكاثوليكي، في حين كان “التيار” عام 2018 خارج التحالف مع الحزب ولم يصل مرشحه آنذاك إلى أكثر من ألفي صوت تفضيلي، حيث تكتسح “القوات اللبنانية” الساحة المسيحية في البقاع الشمالي وتجسد تطلعات الطائفة بكل أطيافها، وتحصد أصوات الناس هنا مقيمين ومغتربين، وقد مُنعت أصواتهم التي تفوق الألفي صوت من الوصول إلى لبنان عام 2018. وفي حين بدا مشهد الاستقبال والحشد الشعبي المتواضع لـ”التيار” واضحاً خلال الاحتفال، يراهن باسيل على الأصوات الشيعية التي سيردف بها “حزب الله” مرشحه لايصاله إلى الندوة البرلمانية وتعويضه خسائر مقاعد تطاله في دوائر أخرى.

 

على ضفاف معركة “حزب الله” مع لائحة “بناء الدولة” التي تتحالف فيها “القوات” مع مستقلين سنة وشيعة، تتواصل حملات التضييق والتخوين لمرشحين أرادوا التعبير عن رأيهم بعيداً من الثنائية الشيعية، فالعناوين التي اختاروها هي إنمائية تصبّ في مصلحة أهالي البقاع الشمالي، وتشكل مدخلاً للإنماء ورفع مستوى المنطقة. فبعد سبحة الانسحابات التي طالت ثلاثة أعضاء من اللائحة، وما رافق المعركة خلال الفترة الماضية من ترغيب وترهيب، وصل الشحن السياسي والاتهامات إلى حد التطاول بالضرب على الدكتور حسين رعد المرشح على لائحة “بناء الدولة”، وذلك خلال استقباله وفوداً في حسينية آل رعد لمناسبة الذكرى الأولى لوفاة والدته، وخلال تقديم واجب العزاء بوالدة الأستاذ حسين رعد مدير مكتب نواب بعلبك الهرمل في “حزب الله” وشقيقه عباس رعد مسؤول الماكينة الانتخابية للمرشح عباس الجوهري، حيث انهال عليه أحد الأشخاص من العائلة بالضرب مسبباً له إغماء ورضوضاً في أنحاء جسده استدعت نقله إلى الطبيب للمعاينة وتسطير تقرير بذلك.

 

حالات التضييق التي يتعرض لها المرشحون على لائحة “بناء الدولة” ومنع الصوت الاعتراضي، في حين يتوزع أكثر من عشرين مرشحاً شيعياً على اللوائح الأربع الأخرى المتنافسة في بعلبك الهرمل، تفسره مصادر لـ”نداء الوطن” بأنه إضافة للخلاف السياسي بين “حزب الله” و”القوات” وحملات التخوين وحادثة الطيونة، وحيث تعتبر لائحة “القوات” هي المنافسة الأقوى للائحة الأمل والوفاء وتصل إلى الحاصل الانتخابي، ويمكن أن تفوز بحاصلين وأكثر، فإن الهوى الشعبي في بعلبك الهرمل وتراجع نسبة الاقتراع وحالات الاعتراض التي تظهر على أداء النواب، كل هذه الأمور يسعى “حزب الله” إلى حلها ولملمتها، ومن هنا جاء تجريد اللائحة من بعض الشخصيات لصالحه، وعلى عكس التوقعات السابقة فإن رفع الحاصل الانتخابي غير ممكن في ظل الأجواء اليوم، وخوفاً على النتائج التي قد تظهر، فإن الوسائل المستعملة في المعركة متاحة.

 

أما على صعيد الهوى السني والمشاركة في الانتخابات، فبرزت خلال الفترة الأخيرة توجهات عدة داخل تيار “المستقبل”، وهو أمر لا يعني سنة بعلبك الهرمل بأكملهم ( 46 ألف ناخب سني في المنطقة)، فالسنة هنا أصحاب قرار وأصحاب سيادة ورأي وسيشاركون يوم الانتخابات خلافاً لكل التوقعات والأساليب التي ينتهجها البعض. وتؤكد مصادر لـ”نداء الوطن” أن عدم قدرة “المستقبل” على ضبط الشارع السني وثنيه عن المشاركة في الانتخابات وتقرير مصيره، دفع ببعضه إلى شراء الهويات من الناخبين السنة بدافع ثنيهم عن المشاركة، في حين يعمل بعض المنظمين في “التيار” من تحت الطاولة لحث الناس على المشاركة، وما بين الاثنين مستقبليون يعملون تحت لواء الرئيس فؤاد السنيورة.

 

على بعد عشرة أيام من يوم الاستحقاق تبقى دائرة بعلبك الهرمل هي العنوان الأبرز، ومعركتها هي الأشد بين “حزب الله” و”القوات”، وتعمل كافة الأطراف على حشد مناصريها لدفعهم إلى المشاركة في اليوم الموعود، على أمل أن تمرّ هذه الأيام الفاصلة بأقل الأضرار والمشاكل.