الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى الرياض للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية كانت على قدر كبير من الأهمية على الصعيد السياسي أولاً خصوصاً بالنسبة للتوقيت الذي مرّت فيه العلاقات المصرية السعودية ببعض التوتر وبالذات بالنسبة لمسألة الجزيرتين (صنافير وتيران) وما رافقها من أخذ ورد… ولكن الرئيس السيسي أدرك أنّ السعودية على صواب بالنسبة لإرجاع الجزيرتين الى المملكة وأنّ العلاقة بين البلدين العربيين الشقيقين أهم بكثير من جزيرتين مهما كان موقعهما الاستراتيجي مهماً.
أهمية الزيارة هي باب المندب الذي يعتبر ممراً مائياً أكثر من مهم بالنسبة للملاحة الدولية خصوصاً بعد وجود الاساطيل الاميركية لحماية الممر ولتوجيه رسالة الى إيران.
كذلك فإنّ حرب اليمن، هذا البلد المهم لمصر كما هو مهم للسعودية، والخطر من التمدّد الايراني في اليمن كانا مدار بحث بين القيادتين لأنه لولا حرب اليمن («عاصفة الحزم») لكان اليمن قد وقع تحت الهيمنة الايرانية كما هي الحال في العراق وسوريا ولبنان… ولأنّ خطر المشروع الايراني قد استفحل، كان لا بد من أن تتحرّك السعودية لأنّ اليمن يشكل خطراً على أمن المملكة.
كذلك فإنّ المشاريع الاقتصادية بين المملكة وبين مصر هي حاجة سعودية – مصرية مشتركة، إذ أنه عندما ترتاح مصر إقتصادياً فذلك يشكل قوة للسعودية وللعالم العربي كلّه.
والمشروع الايراني لا يمكن محاربته إلاّ إذا كان هناك توافق بين السعودية وبين مصر خصوصاً أنّ قوة مصر التي هي أكبر دولة عربية وعدد سكانها 100 مليون تشكل رادعاً للمشروع الايراني.