تابَعْتُ بدقة متناهية الحديث الذي أجرته قناة «سكاي نيوز» التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة مع الرئيس بشار الأسد، وتأكدت أنّ الرجل يعيش في كوكب آخر بعيداً عن الواقع، والدليل ما يجري في سوريا منذ اندلاع الثورة الأولى عام 2011.
لدي بعض الأسئلة أريد أن أتوجه بها الى الرئيس بشار الأسد وهي:
أولاً: ماذا يعني أن يهرب من سوريا اثنا عشر مليون مواطن؟ وهل يعني ذلك ان 12 مليوناً هم عملاء ومتآمرون؟
ثانياً: ماذا يعني قتل مليون ونصف مليون من المواطنين السوريين الأبرياء؟ وهل يعني ذلك أنّ هؤلاء هم أيضاً عملاء؟
ثالثاً: هل يحكم الرئيس بشار سوريا بالكامل، أم يحكم قسماً منها؟ وكي أنعش ذاكرته فإنّ سوريا التي ودّعها الرئيس التاريخي حافظ الأسد أصبحت «ميني سوريا»… إذ ان الرئيس بشار الأسد اليوم لا يحكم إلاّ دمشق، وبعض أقسام من المدن القليلة التي باتت في عهدته، إذ أصبحت سوريا مقسّمة الى:
1- سوريا الاميركية: وهي المنطقة التي تحتلها القوات الأميركية.
2- سوريا التركية حيث احتلت تركيا قسماً كبيراً من الأراضي السورية التي تقع على حدودها، ويقيم اليوم في تركيا ثمانية ملايين سوري ولكن بشكل منظم.
3- سوريا الإيرانية والميليشيات الطائفية من جميع بلاد العالم حتى من أفغانستان حيث هناك يوجد «الفاطميون» وغيرهم.
4- في سوريا مشاركة بين الدولة وحزب الله وهي المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا.
في الحقيقة هناك سؤال لا بد من أن أسأله للقادة السعوديين الذين قاموا بدعوة الرئيس بشار الأسد الى القمة العربية… ما هو رأيهم بالخطاب الذي ألقاه في القمة؟
كذلك لدي سؤال الى دولة الإمارات التي تسرّعت وفتحت سفارتها وقنصليتها في دمشق… فعلى أي أساس كان هذا الفعل؟
أمام كل ما حدث… نتساءل: ماذا قدّم بشار الأسد للدول العربية؟ طبعاً، لا شيء… غير الانتقاد والسخرية.
من ناحية ثانية، يقول الأسد إنه لن يتدخل في الانتخابات الرئاسية في لبنان… ونحن نقدّم له الشكر على هذا المعروف الذي قدّمه لنا… ولكن نريد أن نلفته الى انه وقبل أن تكون أو لا تكون لديه النيّة في التدخل… هل لديه القدرة على التدخل إذا أراد؟
بالأمس القريب اندلعت الثورة الثانية من السويداء، وكنت أظن ان الرئيس بشار تعلّم من الثورة الأولى، وأنه سوف يعالج الأمور بطريقة مختلفة، لأنّ الطريقة الأولى دمّرت سوريا، ولم يتبقّ شيء يدمّره… ولكن أريد أن ألفته الى ان هذه الثورة قامت بسبب الجوع أولاً، والبطالة ثانياً، وسوء الأوضاع الاقتصادية ثالثاً. أما اعتقاده بأنّ رفع الرواتب 100% يحل المشكلة، فنقول له: كلا.. لأنّ سعر صرف الدولار ارتفع من 5 ليرات للدولار الواحد الى 14 ألفاً.
فإذا لم يستعمل لغة العقل والحكمة والتروّي والمحبّة مع شعبه، فإنّه هذه المرّة لن يسلم، وكل آتٍ قريب.