IMLebanon

الدكتور الديكتاتور 

 

انتهت حياة سيادة الرئيس السياسية في روسيا الاتحادية لاجئاً في بلاد الأمبرطور فلاديمير بوتين، لا خيارات أمامه سوى مسايرة الدكتور بشار الجعفري، سفير سورية في موسكو، وتقديم الولاء له إن أراد ذات يوم الاستحصال على جواز سفر جديد لابنه حافظ، حامل إرث جده ونبوغ أبيه.

 

كمثل كل ديكتاتوريّي العالم، أخذ معه بشار الفار، حقائب ملأى بالمال الحرام، مال التشبيح والاحتكار والتجارة الممنوعة، مال وفير يضمن مستقبل عائلة الدكتور ورفاهيتها. خسارة السلطة فاجعة. أما خسارة المال والسلطة والجاه فتمثل فواجع ارتدادية. بالمال يستطيع بناء حياة جديدة واستثمار خبراته في مصلحة جديدة.

 

ما الذي يتقنه الدكتور بشار؟

 

يستطيع سيادة الرئيس بخبرته في عالم الرياضة الميكانيكية أن يفتح معرضاً للسيارات السبور في سانت بطرسبرغ ويديره بنفسه.

 

 

كما يمكنه العمل إلى جانب اللواء ماهر كمقاولين في مجال بناء السراديب والأقبية والزنازين والأنفاق وتجهيرها بأفضل معدات التعذيب. الرئيس يرسم الماكيت وينفذ وأخوه يعدّ الكادر البشري المحترف من غرفة الاستقبال إلى غرفة الوداع المعروفة بالمكبس حيث يتحوّل الكائن البشري في لحظة إلى شريحة من دم ولحم وعظم ونخاع. لا يحتاج عمل الأخوين الأسد إلى دعاية، فالعالم بأسره شهد على التطور المذهل الذي حققه سجن صيدنايا، المعروف بمسلخ صيدنايا البشري في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين كما لمس السوريون نجاح لامركزية سجون الفرقة الرابعة…

 

ومن الخيارات الاستثمارية إنشاء معمل للبراميل في بودولسك يتولى فيه منصب الـ Executive General Manager البرميل الركن سهيل سليمان الحسن. لكن الإجراءات البيروقراطية لتأسيس مشروع كهذا في روسيا ربما أعاقت موعد الافتتاح.

 

لو طلب الدكتور الديكتاتور اللجوء إلى بيروت، بوساطة من علي حجازي أو بتدبير إلهي من “الحزب”، لكان وضعه أفضل، ففي أسوأ الأحوال هنا يمكنه تدبير العمل كطبيب مساعد للدكتور الياس جرادة أو يفتح استوديو تصوير أعراس كبير بالتعاون مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه. زغرتا – الطريق العام. الإثنان يعشقان التصوير الفوتوغرافي. قدره شاء أن يكون اليوم في حضن الدب الروسي.

 

 

 

لن يتقاعد الرئيس الديناميكي، بعمر التاسعة والخمسين، ولن يقعد طوال نهاره يصطاد السمك في بحيرة بايكال المتجمدة. لديه سيرة ذاتية تؤهله للعب أدوار كبيرة في صناعة الحدث. في هذا الإطار لا بأس أن يبدأ من جديد من المطرح الذي بدأ فيه يفغيني بريغوجين: المطبخ. ومن اللقمة الطيبة ينطلق الأسد، مثل طاهي الرئيس، إلى بزنس آخر في مجال الأمن. فيعيد إحياء مجموعة شبيحة الأسد كمرتزقة في شبه جزيرة القرم حيث ينتظر الدكتور الديكتاتور وينتظر شقيقه ماهر مستقبل باهر.