لبنان ساحة بامتياز ولاحلول قريبة… ودعم الحكومة يُخفف الخسائر فقط ؟
تخالف مصادر سياسية عليمة تحليلات البعض عن ان لبنان يسبح عكس الرياح الايجابية التي تهب على المنطقة مع بدايات الحوار الايراني – السعودي والانفتاح العربي والدولي على سوريا والرئيس بشار الاسد، وتدعو المصادر الى الفصل ببن المسارين، وتجزم بان الحوار الايراني – السعودي لم يتقدم بعد ويترجم بالنار الكثيف في اليمن، ولا تكفي النوابا الطيبة لطهران والرياض في فتح صفحة جديدة، في ظل استمرار معركة مأرب والهجوم الاخير لسماحة السيد حسن نصرالله على المخابرات السعودية واتهامها بدعم سمير جعجع في احداث الطيونة، وهذا ما يؤكد ان المحادثات صعبة ومعقدة، هذا بالاضافة الى رفض ايران ممارسة اي ضغوط على الحوثيين، والاصرار على ان يبدأ الحل بحوار مباشر ببن الرياض والحوثيين كون طهران ترفض ممارسة الضغوط على حلفائها.
وفي معلومات مؤكدة، ان طهران ابلغت السعوديبن، ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قادر على « التأثير اكثر منا على الحوثيين «، فيما الرياض غير موافقة على الطرح و»مستعجلة» بايجاد الحل قبل اي ملف آخر، ولامشكلة لديها في اعادة العلاقات الديبلوماسية وفتح السفارات وتعزيز التبادل الاقتصادي، لكن كل ذلك مرتبط بالحل في اليمن اولا، وبالتالي من المستحيل ظهور مؤشرات ايجابية في التعامل السعودي مع لبنان او بدء الحلول للمشاكل الكبرى قبل اتضاح الصورة في اليمن، وربما دفع لبنان فاتورة عدم تقدم المحادثات بين الدولتين في ظل الموقف السعودي السلبي من حزب الله ورد السيد نصرالله في كل خطاباته على دعم الشعب المظلوم في اليمن مهما كانت الضغوط حتى وقف الهجوم السعودي وترك الشعب اليمني يقرر مصيره، حيث يرد زعيم الحوثيين عبدالله الحوثي على رسائل السيد نصرالله بافضل منها، وهذا ما يجعل السعوديبن يفقدون المزيد من اعصابهم.
وتتابع المصادر العليمة بالتأكيد على ان المسار العربي وتحديدا الخليجي تجاه سوريا مختلف كليا وغير مرتبط بتحسن العلاقات الايرانية – السعودية. وتكشف المصادر ان شخصيات لبنانية ومن الدائرين في الفلك السعودي سمعوا من احد المسؤولين السعوديين كلاما واضحا وبالحرف « سمو الامير محمد بن سلمان اخبرنا اننا اخطأنا بحق سوريا والرئيس الاسد، وهناك تواصل سعودي سوري حاليا»، ووجه اللوم الى السياسات السعودية السابقة في هذا المجال، ودعا الشخصيات اللبنانية الى الانفتاح على سوريا وتجاوز سلبيات المرحلة الماضية..
وتتابع المصادر، ان العلاقات السورية – الاماراتية في افضل ايامها، وترجمت بالاتصال الاخير بين ولي عهد الامارات والرئيس الاسد الذي امتد لساعات، وتطرق الى التفجير الاخير في دمشق وادانة الامارات لهذا العمل الارهابي، فيما العلاقات بين البحرين والكويت وعمان لم تتأثر يوما، وتبقى العلاقات القطرية – السورية مقطوعة بقرار من دمشق، كما ان العلاقات السورية مع العراق ومصر والاردن والجزائر وتونس مفتوحة على كل الاتصالات، وهناك تطورات ايجابية جدا بين لبنان وسوريا. وفي هذا المجال تتوقف المصادر العليمة عند التغريدة الاخيرة لصاحب صحيفة «السياسة الكويتية» احمد الجارالله واعتذاره من الرئيس الاسد والشعب السوري، واعترافه بان دول الخليج ارسلت الارهابيين الى سوريا وزوّدتهم بالسلاح لتخريبها، والجميع يتذكر حسب المصادر، دور صحيفة «السياسة الكويتية» بفبركة الاخبار ضد سوريا وحزب الله واختلاق شهود الزور من محمد زهير الصديق وهسام هسام والقائمة طويلة، بالاضافة الى الاتهامات التي سوّقها الجارالله على الرموز السورية، حيث لعبت الصيحفة دور «المتراس الاول» ضد سوريا وشعبها.
وتتابع المصادر العليمة بالتأكيد، ان كل ذلك لم يترجم بعودة سوريا للجامعة العربية، وتعيد السبب الى القرار الاميركي، والرفض السوري لاي حوار مع الادارة الاميركية قبل الانسحاب الاميركي من كل الاراضي السورية، ورفض سياسة» الجزرة « الاميركية الاخيرة بالتخفيف من «قيصر»، بل على العكس اتخذ حلفاء سوربا قرارا استراتيجيا بالرد على الغارات الاميركية و»الاسرائيلية»، وترجم ذلك بقصف مركز القوات الاميركية في قاعدة التنف بالطائرات المسيّرة، ولاول مرة تعترف واشنطن بالهجوم وبانها سترد على القصف، وهذا ما سينعكس ايضا على لبنان في ظل اتهام واشنطن «للميلشيات الايرانية بوقوفها وراء الهجوم كما تصفها»، اضافة الى الكمين ضد القوات التركية على مشارف ادلب، ولا يمكن استبعاد عملية التفجير الاخيرة في دمشق عن هذا السياق، رغم ان مصادر امنية سورية تكشف بان الامن السوري عطل منذ انسحاب الارهابيين من ارياف دمشق ١٢٠٠ عملية تفجير و ١٥٠ سيارة مفخخة، وبالتالي فان محاولات ضرب الاستقرار في دمشق قائمة من قبل الارهابيين ولم تتوقف مطلقا، والامن السوري استطاع فرض الامن سريعا واعتقل الرموز الارهابية وفكك العشرات من الخلايا النائمة رغم الحرب الكونية من كل مخابرات العالم، ومن الطبيعي حصول هكذا عمليات خرق، وقد توصلت التحقيقات الى خيوط مهمة مع استمرار الحراك الارهابي في بعض المناطق التي ما زالت فيها المصالحات في بداياتها، وتؤكد المصادر عودة الحياة الشبه طبيعية الى دمشق وعودة المدارس وكل مرافئء الحياة، رغم ان الكباش الكببر بين سوريا وحلفائها والولايات المتحدة يفرض اقصى درجات الاستنفار السياسي والعسكري والامني في لبنان وسوريا.
ومن هنا، تؤكد المصادر العليمة، انعكاس كل ذلك على لبنان مع عودته الى لعب دور الساحة بامتياز، وهذا يفرض تخفيف الخسائر فقط، كون الحلول تبدو بعيدة، ولا بديل ولا خيار الا دعم الحكومة حتى تمريرالايام السوداء ومنع الانهيار الشامل.