توجّه الرئيس بشار الأسد وعقيلته إلى الصين تلبية لدعوة تلقاها لحضور افتتاح دورة الألعاب الاولمبية الصيفية… كما جاء في إعلان الرئاسة السورية.
ويضم الوفد المرافق للأسد: وزير الخارجية فيصل المقداد، ووزير الاقتصاد محمد سامر الخليل، ووزير شؤون الرئاسة منصور عزام، والأهم المستشارة الخاصة بثينة شعبان، ومعاون وزير الخارجية أيمن سوسان، والأهم أكثر وأكثر المستشارة الخاصة لونه الشبل، ومدير المعهد الديبلوماسي في وزارة الخارجية عماد مصطفى ومعاون رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي ثريا ادلبي وسفير سوريا لدى الصين محمد حسني خدام..
بعد أن قرأت هذا الخبر سألت نفسي أسئلة عدة أهمها:
أولاً: بعد قراءة أسماء الوفد والمناصب التي يحتلونها، هناك سؤال بديهي وهو: من بقي في دمشق؟ بمعنى آخر بعد قراءة الأسماء تبيّـن لي انه لم يعد يوجد في دمشق أي مسؤول مدني.
ثانياً: صحيح ان معظم الذين ذكرت أسماءهم ومناصبهم لا يمثلون شيئاً ولا حتى الحد الأدنى من الدولة.
ثالثاً: من تبقى في سوريا اليوم، بعد الأخذ في الاعتبار الاحتلال الاميركي لشمال سوريا «منطقة النفط وأهم رقعة زراعية في سوريا»، والاحتلال التركي، والاحتلال الايراني، واحتلال الحزب لمناطق معيّنة والحرس الثوري. لم يتبقَ في سوريا إلاّ «الفرقة الرابعة» وهي الوحيدة الباقية من عهد الرئيس حافظ الأسد.
رابعاً: هناك سؤال يطرح نفسه عن مناسبة الزيارة، وهي مناسبة افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الصيفية.. فلماذا وزير الخارجية مثلاً؟ أو المستشارة السياسية أو المستشارة الخاصة به؟
على كل حال، كل هذا الكلام غير مهم، المهم هو: هل الرئيس بشار الأسد فعلاً يمثل الشعب السوري، خصوصاً أنّ نصف الشعب السوري اليوم هو خارج سوريا والهجرة مستمرة؟
كذلك، ما يجري اليوم في السويداء يؤكد ما أقوله، فلو استثنينا الاحتلال لم يتبقَ من الشعب السوري الذي يدّعي الرئيس بشار انه يمثله، حسب الانتخابات التي حصلت على طريقة انتخابات الأنظمة الحديدية المتخلفة.
الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بالحرية لمعتقلي الرأي واستعادة الدولة ومؤسّساتها وذلك بعد (31) يوماً من الاحتجاجات، جرّاء القرارات الاقتصادية والحكومية بسبب رفع أسعار المشتقات النفطية لتغطية الفجوة بين الرواتب وأسعار النفط… إذ لا يجوز أن يكون الحد الأدنى للأجور 17 دولاراً أميركياً وسعر صفيحة البنزين 22 دولاراً، والمصيبة الأكبر هو ان البنزين أصبح يباع في قناني نصف ليتر في كل قنينة لا بالصفيحة بسبب ارتفاع الأسعار.
لقد ظنّ بشار نفسه ذات يوم أنه حقق نصراً مبيناً على شعبه، حتى تراءى له النصر الوهمي غاراً يكلّل جبينه.
لقد فوجئ بشار الأسد بعد وصوله الى الصين بصوَر ويافطات مكتوبة باللغة الصينية، تطالبه بتأمين الحرية لمعتقلي الرأي في سجونه، مطالبة باستعادة الحرية لمن تبقى من الشعب السوري.
وها أنذا أكاد لا أصدّق أنّ رئيس جمهورية قتل مليون مواطن وهجّر 12 مليوناً، أي نصف شعبه، وقام بحرب دامت منذ عام 2011 وهي مستمرة حتى اليوم، ولا تزال. والأوضاع الأمنية صعبة، يتصرّف بهذه الطريقة.
كيف يمكن لهذا الرئيس أن يلبّي دعوة لافتتاح الألعاب الاولمبية في الصين.. وسوريا اليوم محتلة؟ سوريا اليوم بحاجة الى 1000 مليار دولار لتعود كما كانت يوم وفاة الرئيس حافظ الأسد حيث كانت ديون سوريا صفراً.. نعم صفراً، هكذا تسلمها الرئيس بشار.
على كل حال، كتبت منذ فترة قريبة أنّ الرئيس بشار يعيش في عالم هو غير العالم الذين نعيش فيه، وهو ربما يظن نفسه يعيش في كوكب المريخ أو زُحَل، الله واعلم..