لا نعرف بماذا شعر وزراء خارجية الدول الاوروبية الكبرى ومعهم وزير الخارجية الأميركية عندما قال لهم المرشح الرئاسي السوري الدكتور بشار الأسد أن آراءهم في الانتخابات السورية تساوي صفراً “وقيمتهم تساوي عشرة أصفار”.
على الأرجح لن يتوقف السادة الوزراء أمام هذا القصف الكلامي، فهم وحكوماتهم يواصلون إصدار البيانات منذ عقد من الزمان وكلها مواقف تندد بالاسد وسياساته وتشفق على الشعب السوري ونازحيه وقتلاه وسجنائه. وعلى مدى سنوات هذا العقد انتقل مستوى الكلام من التنديد الى التوظيف الموضعي ليبلغ درجة “القلق” الذي إمتاز به الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون وأورثه لخلفه المقيم في نيويورك.
وبسبب هذه الميوعة الدولية في معسكر مناهضي الأسد، وجد المرشح الرئيس مناسباً وصف منتقديه بالأصفار. لكن ليس هذا هو المبرر الوحيد الذي أتاح له اتخاذ الموقف بسهولة واستسهال.
فهناك موقف الرعاة الدوليين والإقليميين الذي جعل منه حاجةً ضرورية في سوريا ولسوريا ولهم. الروس أول هؤلاء الرعاة وإيران أيضاً وفي الكواليس يُحكى عن تمسك إسرائيل ببقاء النظام الذي ضمن أمنها في الجولان المحتل منذ 1974.
وهناك مبرّر ثالث تكتمل معه مُصيبة سوريا. فالأسد سيقول انه فاز في انتخابات ضد رأي الغرب بأسره، لكن معارضيه، كما يتناقل معارضون كثر، فشلوا في إجراء اية انتخابات داخلية، وقد اعتادوا تقليد النظام في مكاتبهم وميليشياتهم التي أنهت صفاء انتفاضة الشعب السوري لمصلحة عقائد القمع والارهاب أو التحقت بموارد الرزق الاجنبية لتتحول مرتزقة، كما في حالة تركيا التي أبدعت في تشغيل الثوار على خط اذربيجان – ليبيا !
لذلك ليس ما يجري في سوريا انتخابات، لكن الأسد سيبقى رابحاً وربما ينضم اليه منافساه في كيل الأوصاف لمنتقدي العرس الديموقراطي السوري.