وأخيراً اعترف الرئيس السوري بشار الاسد أمام وفد صحافي فرنسي بأنّ قواته النظامية، وهنا يعني قواته العسكرية النظامية العلوية، ارتكبت مجازر في حق الشعب السوري! وبرر بأنّ الكل فعل ذلك!
نحمد الله أنها المرة الأولى التي يعترف فيها الرئيس بشار الاسد بارتكابه مجازر، وبالتالي فلا بد أن نطرح عليه سؤالاً بسيطاً جداً: لو أنه سمع أنّ مواطناً سورياً عادياً جداً ارتكب جريمة فما هو موقفه؟ هل يقف متفرجاً أو أنه يأخذ قراراً؟!.
بكل بساطة واجبه أن يحاسب هذا المجرم وكما هو معروف في بلادنا القاتل يقتل؟
فكيف إذا كان الذي ارتكب هذه الجرائم كلها هو رئيس البلاد؟!.
من ناحية ثانية، يقول الرئيس بشار إنّ الجميع قد ارتكبوا جرائم وفظائع وأنّ هناك جهات عدة هي التي شاركت في هذه الحروب.
ولا بد من سؤال الرئيس الاسد:
– مَن جاء بـ»حزب الله» كميليشيا شيعة مسلحة الى سوريا؟!.
– مَن جاء باللواء قاسم سليماني وقوات الحرس الثوري الايراني الى سوريا؟
– مَن جاء بميليشيا أبو الفضل العباس والميليشيات الشيعية العراقية الى سوريا؟
قبل أن يتهم الاسد المعارضة أو غير المعارضة هل يتذكر أنّ التظاهرات التي بدأت في شهر نيسان واستمرت لمدة 6 أشهر عام 2011 كانت سلمية 100%، بينما كان يرد عليها بالحديد والنار والبراميل المتفجرة والقذائف والصواريخ، فهل هذه المعالجة هي المعالجة الصحيحة؟!.
وقبل ذلك، لو رجعنا الى بداية الثورة السورية يوم كتب عدد من الاولاد على الجدران شعارات وعددهم 11 ولداً وأعمارهم تتراوح بين 8 سنوات و11 سنة… يومها قال ابن خالة الرئيس بشار العقيد عاطف نجيب لوفد من أمهات الاولاد إنّ أولادهن زعران ويجب معاقبتهم، والحل هو أنّ على الامهات أن يحبلن من جديد… و»منه» شخصياً؟!. لكي يلدن أولاداً أوادم؟!.
هذا ما قاله العقيد عاطف نجيب… هكذا حلّ المشكلة بدل أن يطيّب خاطر الامهات ويقول لهن كلاماً يقرّب القلوب… والأنكى أنّ الرئيس بشار في مقابلة تلفزيونية سئل لماذا لم يتخذ أي عقاب بحق العقيد عاطف نجيب؟ فأجاب إنه لم يتقدّم أي مواطن بشكوى ضدّه! فهل هذا جواب؟!.
تبقى ملاحظة لا بدّ منها وهي أنّ ليس لدى بشار أي نيّة للإسهام في دفع سوريا الى السلام، حتى أنّ موافقته على الهدنة هي موافقة صورية بدليل أنّ قوات النظام لم تتوقف يوماً عن قتل الشعب بغارات الطيران المتواصلة التي تقتل البشر وتدمر الحجر بالقذائف الصاروخية والبراميل المتفجرة.
عوني الكعكي