Site icon IMLebanon

بشير وباسيل و”ظهر الدبابة الإسرائيلية”

 

 

أن يقولها أحد نواب «حزب الله» نواف الموسوي، في إحدى جلسات مجلس النواب، فهذا ليس خبراً. أمّا أن يقولها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، فهنا الخبر. نواف الموسوي، الذي «أقاله» حزبه لاحقًا، كان يعكس المزاج العام لقيادة «الحزب» ولبيئته، فبالنسبة إليهم الرئيس الشهيد بشير الجميل هو رئيس الحقبة الاسرائيلية، وجاء على ظهر الدبابة الاسرائيلية، لكن أن يقولها باسيل، فهل هذا يعكس مزاج بيئة «التيار»؟

 

 

كلام جبران باسيل في حق بشير الجميِّل، هو تبنِّ لمنطقِ تخوينه. قاله في حضور رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، الذي كان أحد أعوان وأحد مستشاري بشير الجميل، فهل يريد جبران باسيل أن يقول إنّ العماد ميشال عون كان معاوناً ومستشاراً لمَن جاء على ظهر الدبابة الاسرائيلية؟ حين كان الجنرال يُسأل عما يجمعه بـ»القوات اللبنانية»، كان يرفع كتيب «نحن والقضية»، فكيف يكون بشير خائناً في نظرهم؟ رئيس «التيار» جبران باسيل، على رغم خصومته مع حزب «الكتائب» و»القوات اللبنانية»، لم يتوانَ عن المشاركة في ذكرى استشهاد بشير، في احتفال أُقيم في ساحة ساسين في الأشرفيه، فهل كانت مشاركته تلك لحساباتٍ انتخابية ليس أكثر؟

 

أكثر من ذلك، معظم القيادات والكوادر الذين تحالفوا مع «التيار» وتقربوا من العماد ميشال عون، كانوا من «القوات اللبنانية» في زمن بشير: من مسعود الأشقر إلى عباد زوين إلى ميشال دو شادرفيان إلى بيار رفول إلى كريم بقرادوني إلى حبيب افرام، هؤلاء كانوا رفاق بشير الجميل ويقولون انهم بقوا أوفياء له، فهل هُم خونة في منطق جبران باسيل؟ واذا كانوا كذلك، فكيف قرّبهم على مدى عقدين من الزمن؟

 

في إحدى جولاته الاغترابية، خاطب باسيل المغتربين في اوستراليا: «سأنسيكم كميل شمعون وبشير الجميل»، فهل يكون محو الذاكرة بالتخوين؟

 

لم يكن جبران باسيل موفّقاً في هذه المقاربة والمقارنة، خصوصاً أنها تُحدِث استياءً في صفوف «التياريين» الذين يعتبرون بشير الجميّل صاحب قضية أراد بناء دولة، وليس مجرد شخص وصل على ظهر دبابة اسرائيلية. الأسوأ من هذه المقارنة أن باسيل وضعها في موازاة المرشح الذي يأتي «على ظهر الفوضى»، وكأنه يقول: لن نقبل بوقوع فوضى لتكون هي الناخب للرئيس المقبل، وهنا يصوِّب على قائد الجيش العماد جوزيف عون، لأنه يرفض تكرار تجربة الدوحة.

 

في هذه الحال، فإنّ باسيل سمّى مَن لا يريد، حتى أنه ، في معرض رفضه، وصف مرشح الحزب بالـ»فاسد»، (أي رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية) عندها، من يبقى في الميدان؟ إمّا هو وإمّا مَن يسميه، وحتى اليوم لم يُسمِّ أحداً بشكلٍ جدي.