Site icon IMLebanon

عودة «الغيمة» الإيرانية إلى خٍراج العم سام؟

 

عدد الرسائل الأوبامية الى المرشد الإيراني خامنئي، ليس مهماً. الأهم أن الطريق سالكة بين واشنطن وطهران. الأوراق ليست الأساس، الأهم، التحوّلات التي تحدثها فوراً أو لاحقاً، لأنها ليست مجرد «حراثة في الماء»، وإن تكن ما زالت «حراثة« في أرض «بعل» لم تروَ منذ 35 سنة.

ما حصل، يؤكد نهائياً، أن التحولات القادمة استراتيجية، لهذا يجب متابعة وقراءة كل حركة لاحقة في العاصمتين، بهدوء شديد، لا مجال للانفعال والمواقف المسبقة.

بداية، سواء كان البيت الأبيض أو «البيت» الخامنئي الثابت الأركان منذ 25 سنة، هو الذي سرّبها، فإن الكونغرس الجديد هو في قلب الحدث. واشنطن وطهران تريدان معرفة ردود فعل الكونغرس المنتخب حديثاً على تطور العلاقات الأميركية الإيرانية، خصوصاً في هذه الفترة الحساسة والدقيقة من مسار المفاوضات النووية. الكونغرس لن يترك الفرصة تفلت من بين يديه، سيعمل فوراً على قرع «الجرس« للإدارة الأوبامية، بأنه ليس طليق اليدين ليوقّع نصف اتفاق مع الإيرانيين، يجب أن يكون كل شيء واضحاً ومثبتاً وغير قابل للتأويل. يجب الآن أن تعرف طهران بأن الوقت «سيف» لم يعد مسموحاً التلاعب عليه أو معه. بعد 24 نوفمبر غير ما قبله.

على هامش ذلك، وما جرى تسريبه حتى الآن وهو تسريب أميركي واضح، أن الرئيس الأميركي فتح في رسالته وربما قبل ذلك، طريقاً لتقديم ضمانات إقليمية لطهران تتناول أساساً العراق. كون الرسالة وجّهت إلى واشنطن عبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبّادي أو عبر مكتب المرجع آية الله العظمى السيستاني معنى ذلك أن للضمانات شاهداً وضامناً عراقياً حول الوجود الأميركي. واشنطن تريد البقاء في العراق لكن مع ضمانة باقتسام النفوذ مع إيران. قاعدة التعامل واضحة «خذ واعطي». السؤال ما هو المطلوب من إيران مقابل هذه الضمانة؟ هل المقصود اليمن؟ الخليج؟ وماذا عن سوريا طالما أن الهدف المشترك هو «داعش»؟

لم يقع الاتفاق بعد حول سوريا لأن في قلب أي اتفاق، توجد روسيا من جهة والسعودية من جهة ثانية، اضافة الى الترددات الواسعة والعميقة على لبنان وفلسطين. أمام كل ذلك، فإن الحرب ضد «داعش» في العراق واضحة الأهداف والنتائج، بينما في سوريا يحيط بهذه الحرب الغموض. رسم خطوط التماس نهائياً أولاً وقبل أي شيء يتطلّب كما في كل الحروب التي لا تنتهي بالضربة القاضية الوصول إلى تعب كل الأطراف وتسليمهم بقضاء الإرادات الكبرى وقدرها.

أمام ذلك، لم يعد مناسباً ولا واقعياً التعامل مع المشروع الإيراني النووي والإقليمي الذي لا يمكن الفصل بينهما، بصيغة النفي أو الالغاء. المشروعان قائمان. من الأفضل التعامل مع واشنطن وطهران، ببراغماتيكية أولاً، وثانياً بالعمل على صوغ موقع أقوى يملك إمكانات الغرب بقوة على طاولة المفاوضات. 

طبعاً، سوريا «الملعب»، هي واسطة العقد، التصعيد فيها طبيعي جداً سواء كانت الحرب ضد «داعش« هي الوسيلة أم الهدف.

حتى يحصل أي تطور إيجابي في موقع الفرقاء الآخرين، يجب حصول تحوّل عميق في بناء التحالفات على قاعدة مشروع يؤكد الشعور بالخطر من جهة وعلى الحق في طلب التعامل معه بجدية حقيقية تتناول مستقبل المنطقة.

الخطوة الأولى، قيام تحالف يضم مصر والسعودية والإمارات وحتى الجزائر والمغرب مع فتح الباب للتعاون والتفاهم مع تركيا لأنها ستكون خاسرة إذا خسر الآخرون وربحت إيران.

واشنطن لم تيأس مطلقاً منذ مهمة مكفرلين في طهران، من استعادة إيران خصوصاً وأن الشعب الإيراني بعكس الشعوب العربية ليست لديه مشكلة مع أميركا، فالمشكلة مع نظام ولاية الفقيه بعكس العلاقات مع العرب حيث الأنظمة حليفة لها بعكس الشعوب التي على عداء معها. لذلك يرى كثيرون أن واشنطن ستتابع إغراق النظام الايراني في حروب عديدة وواسعة تستنزفها على غرار ما حدث مع الاتحاد السوفياتي حتى يأتي التغيير وتعود «الغيمة الإيرانية الى خِراج العم سام«.