IMLebanon

عودة ليبرمان

من المنتظر أن يصبح أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، وزيراً للدفاع بدل الوزير الحالي موشي يعالون. وبهذا القرار المفاجىء يوجه بنيامين نتنياهو ضربة مؤلمة إلى كل من زعيم المعارضة اسحق هرتزوغ الذي كان يتفاوض معه للانضمام إلى الحكومة، والى يعالون الذي تولى هذا المنصب في الحكومتين الأخيرتين اللتين شكلهما نتنياهو، وجعله يدفع ثمن مواقفه الداعمة لتصريحات ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي خرجوا فيها عن الخط الرسمي للحكومة.

إن ما تشهده الساحة السياسية في إسرائيل يتعدى بكثير حدود التغيير الحكومي أو توسيع التمثيل السياسي فيها، وهو يدخل في مسار التحول الانقلابي في اتجاه اليمين القومي الذي ينتهجه نتنياهو منذ تشكيله حكومة اليمين الضيقة بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة. ويمكن اعتبار تعيين ليبرمان بالذات في منصب وزير الدفاع بداية مرحلة جديدة من السياسة المتشددة في التعامل مع الملفات الأمنية والسياسية المطروحة وفي طليعتها الوضع في قطاع غزة، والهبّة الفلسطينية، وموضوع استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين.

يُعرف ليبرمان بمواقفه المتشددة ضد الفلسطينيين، ودعواته الى تهجيرهم وطردهم.وهوالذي اقترح ذات مرة تدمير غزة وتحويلها الى ملعب لكرة القدم. وعندما كان وزيراً للخارجية صرح بانه يجب تدمير سد أسوان، الأمر الذي جعله شخصاً غير مرغوب فيه في مصر. عام 2015 اضطر الى تقديم استقالته من الحكومة بسبب اتهامات له بالرشوة واساءة الامانة. وفي الفترة الأخيرة برزت مواقفه ضد يعالون من خلال اتصاله بعائلة الجندي الإسرائيلي الذي قتل بدم بارد فلسطينياً جريحاً في الخليل، ودعمه التحرك الذي قام به اليمين الإسرائيلي ضد قرار وزير الدفاع احالة الجندي على المحاكمة والتهجم عليه والمطالبة باقالته.

ولكن لا يمكن فصل ابعاد موشي يعالون عن وزارة الدفاع عن الاختلافات التي برزت في المدة الأخيرة بين الطاقم السياسي الحاكم والمؤسسة العسكرية. ومن أبرزها معارضة اليمين الإسرائيلي سياسة يعالون في التعامل مع الهبّة الفلسطينية ومطالبته باستخدام مزيد من العنف ضد المهاجمين الفلسطينيين، بالاضافة الى التحفظ الكبير عنه لدعمه نائب رئيس الأركان الذي حذّر من مغبة الظواهر الشوفينية في إسرائيل. لذا يشكل استبعاد يعالون عن منصبه رسالة واضحة يوجهها نتنياهو إلى قيادة الجيش بأنه هو من يرسم الخط السياسي وأن عليها التقيد به حرفياً.

ومن المنتظر أن تؤدي عودة ليبرمان الى احباط المساعي الدولية التي بذلت من وراء الكواليس من أجل استئناف العملية السياسية من خلال التشجيع على انضمام زعيم المعارضة هرتزوغ الى الحكومة، واحباط المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر للسلام في نهاية الصيف.