IMLebanon

الرجوع عن الخطأ فضيلة

نفهم استقالة وزيري «الكتائب»، وكما يقول رئيس الكتائب هي بمثابة صدمة إيجابية، ونحن نحترم النية الطيبة للشيخ سامي الجميّل من وراء هذا القرار، ولكن المشكلة ليست هنا لأنّ استعمال الاستقالة كورقة ضغط لتسريع انتخاب رئيس غير مضمونة، فالضغط على مَن؟

ولكن، ألا يعلم الشيخ سامي مَن يعرقل انتخاب الرئيس، ومَن يعطل المجلس النيابي، ومَن يعطل عمل الحكومة؟

ولو غصنا أكثر في التفاصيل، فكم محاولة جرت في السنتين الاخيرتين لانتخاب رئيس؟

ومَن هي الجهة الوحيدة التي لم تحضر أي جلسة من الاحدى وأربعين جلسة انتخابية رئاسية؟ وتكفي نظرة واحدة الى الأسماء!

يا شيخ سامي… نحن نتفهم موقفك الأخير، ولكنك تعرف من دون أدنى شك المثل السائر: هل تريد أن تأكل العنب أو أن تقتل الناطور؟

ستكتشف قريباً أنّ لا انتخابات رئاسية في المستقبل المنظور، وقضيتكم ستأتي بمردود عكسي، والضغط الذي تمارسونه سيرتد على الحكومة سلباً التي هي أساساً تواجه عرقلة جدية تحرمها من أن تمارس دورها ووظيفتها، خصوصاً وأنك تعرف مَن يمنع ومَن يعرقل الانتخاب.

للمرة المليون نقولها بكل صراحة:

المشكلة في إيران، وإيران تختبئ وراء نصرالله، ونصرالله يختبئ وراء العماد عون، والحقيقة أنّ إيران لن تسمح بانتخاب رئيس إلاّ إذا أخذت مقابلاً كبيراً بدل هذا «التنازل» عن ورقة لبنان والتي تعتبرها رابحة… وهي تريد الثمن من أميركا، وإيران تعلم جيداً أنّ الإدارة الأميركية في أيامها الأخيرة، ولن تعقد صفقة مع إدارة ذاهبة، بل تنتظر الإدارة الآتية لتفاوضها على هذه الورقة.

يعني أنّ القصة طويلة وهي ماضية الى الثلاثة اشهر الأولى من العام 2017 المقبل.