IMLebanon

زوجة البغدادي او احد قادته؟!

عندما يصل المسلحون التكفيريون الى جرد بعلبك ورأس بعلبك يصبح الوضع في «مدينة الشمس» قيد الانفجار الدائم، الذي لا تؤثر فيه ثقة حزب الله بنفسه، بعدما ضرب هؤلاء الجيش في كمين كانوا قد نصبوه لكل من يقارب اماكن انتشاره، لاسيما حزب الله الذي يدعي ويزعم انه مرتاح الى وضعه جراء مواجهته التكفيريين في المرة الان في جرود عرسال، الى ان تبين في المرة الثانية انه لم ينجح بعدما خسر بعض مقاتليه ما اضطره الى مقايضة ما بين يديه من معتقلين بأحد مقاتلي الحزب في «عراضة سياسية – امنية واعلامية» كان قد سبقها مرة مع اسرائيل مقابل اشلاء احد جنودها ممن اصيب في مطلع حرب العام 2006؟!

المهم في حادث مساء الثلاثاء (اول امس) انه كان في وسع المسلحين احتجاز الجنود الستة قبل ان يمطروهم بالرصاص، جراء نجاحهم في تطويقهم، لكن اغلب الظن انهم اعتقدوا ان عناصر الجيش هم من حزب الله، حيث لا مجال بعد المرة الاولى لمقايضة بما  خسروه، اضافة الى ان شهداء حزب الله لا يهمهم ان يحافظوا عليهم زيادة عما بين ايديهم من عناصر عسكرية وامنية تابعة للدولة اللبنانية.

اما الاكثر اهمية فهو اعتقال ما قيل انها زوجة ابرز قائد لداعش الملقب بــ «البغدادي» واحد ابنائه ممن يعتقد ان المرأة تقوم بعمل ما على الارض اللبنانية لربط القادة على الارض بالزعيم البغدادي، ربما لان من جرب قبلها لم ينجح في مهمته، فضلا عن ان ما حل بالنسبة الى توقيف الامرأة ما كان ليحصل لولا استخدامها هوية لبنانية مزورة ادت الى افتضاح امرها، على رغم تكتمها بالتصرف واللباس مع احد أنجالها الامر الذي اعاد طرح موضوع مقايضة العسكريين الى نقطة الصفر، حيث يكفي الى تبادل المرأة بجميع المعتقلين اللبنانيين الا اذا كانت كثافة الزيجة  عند البغدادي تجعله يضحي بها ولا يأسف على فقدها او هكذا يظن البعض.

لقد سبق لرئيس مجلس النواب نبيه بري ان اشار عرضا الى متغيرات ستطرأ علي موضوع المحتجزين العسكريين بعدما بلغه نبأ اعتقال ما تردد انها زوجة البغدادي وقبل الاعلان على ذلك باسبوع تقريبا الى الحد الذي حال دون قتل احد العسكريين على رغم تكرار التهديد بتصفيته. وبما ان التصفية لم تحصل فان الامور اخذت منحى جديدا نتيجة وجود المرأة رهن الاعتقال مع احد ابنائها ما يعني ان مجالات التفاهم مع داعش قد اختفلت، الا اذا كان تأثير من جانب «عصابة» النصرة على بقية المعتقلين اللبنانيين!

لماذا اختيار الجندي البزال لتصفيته؟ المطلعون يقولون ان فشل النصرة في تحريك الشارع اللبناني بطلب من زوجة البزال قد حتم التهديد بتصفيته بلا طائل، الى ان طرأ موضوع المرأة الذي جمد عملية المقايضة بطريقة دراماتيكية، حيث ظهر تأثير داعش في موضوع البزال الذي لم تعد النصرة تأتي على ذكره، ربما لان الزوجة المشار اليها تحتل مكانا بارزا في تنظيم داعش، او لان «الدواعش» اصروا على عدم اعدام الجندي البزال، على امل مقايضته بالمرأة  ونجلها، وهذا الامر وارد طالما بقيت الامور عالقة عند  من يؤثر على من بين داعش والنصرة؟

وثمة من يجزم بان «لجنة الازمة» الوزارية اعطت تعليماتها في ضوء ما طرأ من مستجدات حتمت وقف التفاوض موقتا مع الخاطفين قناعة ممن زودها بالمعلومات ان «لبنان قادر على مقايضة العسكريين بالمرأة المعتقلة» من هنا ترى اوساط اللجنة الوزارية ان بوسعها ارجاء المقايضة التي سبق لداعش والنصرة تحديدها قبل ان يطرأ حادث الاعتقال المرأة ومعها احد ابنائها، من غير  ان يعني ذلك ان الامور اصبحت جاهزة امام المبادلة ربما لان موقف البغدادي او احد قادته لم يتحدد الى الان، اضافة الى ما يقال عن ان الزوجة المشار اليها «مؤهلة نفسيا لان ترفض الاعتراف بأنها واحدة من نساء البغدادي المفضلات»؟!

ومن الان الى حين بلورة هذا الموضوع لا بد من سؤال حزب الله عن انتشار المسلحين التكفيريين في جرود بعلبك ورأس بعلبك، ومدى تأثير ذلك على حركة عناصر الحزب، وما اذا كانت المستجدات تفرض القيام بعملية وقائية في ابرز مناطق ثقله السياسي والشعبي، قبل ان يحصل ما يثير الانتشار الانف الذكر ويؤدي الى مصادمات غير مستبعدة من جانب الحزب والمسلحين على السواء؟!

اما وقد ذهب ستة عناصر عسكريين شهداء مواجهة مساء الثلاثاء فمن المؤكد ان الجيش سيكون مطالبا بتوضيح صريح لما حصل في رأس بعلبك، حيث لم يعترف احد بان المسلحين قد وصلوا الى حيث وقعت المعركة لا من جانب الجيش ولا من جانب حزب الله الذي تهمه «البروباغندا» لجهة معرفة اماكن تحرك المسلحين ليعلن انه على بينة مما يحصل في عقر داره ؟!