IMLebanon

“سوا” في صلب معركة “بيروت الثانية”… “خرق” بطابع وطني!

 

 

 

تأخذ الحركة الإنتخابية مساراً تصاعدياً مع اقتراب موعد 15 أيار، والذي سيكون مفصلياً في تحديد بوصلة إتجاه الأغلبية البرلمانية.

 

تضع الماكينات الإنتخابية كل ثقلها من أجل استنهاض الناخبين، خصوصاً وأن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أطلق معركة نجدة حلفائه، وذلك من أجل الحفاظ على الأغلبية وعدم ذهابها للقوى المناوئة لمحور «الممانعة».

 

وإذا كان «الثنائي الشيعي» يسعى إلى تحصين ساحته وتحقيق اكبر خرق ممكن في الساحة السنية من أجل الإستحواذ على أكبر عدد من النواب، إلا أن معركة «الحزب» في الدوائر ذات الغالبية السنية لا تبدو أنها نزهة.

 

ودخلت عوامل عدّة عطّلت مفاعيل إندفاعة «حزب الله» سنياً، وهذه العوامل تمثّلت بعودة السفير السعودي إلى لبنان وليد البخاري، والتي تشكّل دافعاً للقوى السنية من أجل الصمود والمشاركة الإنتخابية، وتترافق العودة السعودية مع مواقف عالية النبرة من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والذي يشدّد فيها على أهمية الإنتخابات وأن المقاطعة ستضرّ بالبلد.

 

وفي خضم كل تلك التطورات، فإن المعلومات تؤكّد أن رجل الأعمال بهاء الحريري قطع شوطاً مهمّاً في مأسسة حركته السياسية عبر «سوا للبنان»، إذ إنه سيدعم عدداً من اللوائح والمرشحين.

 

ووفق المعلومات، فإن كل ما تمّ الترويج له من أن بهاء الحريري قد انسحب من الحياة السياسية سقط بفعل إعلان «سوا» دخولها المعركة الإنتخابية، مع التأكيد أن الانتخابات هي مرحلة من مراحل النضال السياسي، وأن المهمّ أكثر هو ما وراء الإنتخابات.

 

وإذا كان القيمون على «سوا» يعتبرون أن الحركة الإنتخابية تحتاج إلى جهود داخلية، إلا أن بهاء الحريري نجح في نسج شبكة من العلاقات مع عدد من الدول العربية والفاعلة وعلى رأسها الدول الخليجية، وبالتالي فإن حراكه يأتي أيضاً من ضمن الإستراتيجية الأكبر وهي عدم السماح بوقوع لبنان تحت رحمة محور «الممانعة» وإعادة وصل علاقاته مع الدول العربية.

 

وإذا كان العنوان السياسي والإصلاحي قد تبلور، فإن «سوا» وبدعم من بهاء الحريري أعلنت دعم لائحة «لتبقى بيروت» في دائرة بيروت الثانية والتي تضم المرشحين أحمد مختار خالد، محافظ بيروت السابق نقولا سابا، دلال الرحباني، سمير الحلبي، اياد مرعي، محمد شهاب، خلود وتار، فؤاد الديك ورشا عيتاني.

 

وتعتبر هذه المشاركة مهمة للحريري ولحركة «سوا» لأن لبيروت رمزيتها الخاصة، فهي المدينة التي أحبّها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويريد بهاء أن لا يغيب عنها، وسط الحديث عن مشروع كامل متكامل من أجل النهوض بها وعدم الإستسلام لليأس.

 

وإذا كان الهمّ الإقتصادي والنهضوي مهمّاً للحريري إلا أن العنوان السياسي يبقى الأساس، وهو تحرير العاصمة ولبنان من الهيمنة ورفع سقف المواجهة السياسية وعدم ترك الساحة لمحور أوصل لبنان إلى جهنم.

 

إذاً، تدخل حركة «سوا» الساحة الانتخابية من باب الدائرة الثانية في العاصمة بيروت والتي تضم 11 مقعداً موزعة كالآتي: 6 سنة، 2 شيعة ومقعد لكل من الأرثوذكس والإنجيليين والدروز، لذلك فإن الثقل السنّي يبقى الطاغي.

 

وتضاف اللائحة المدعومة من بهاء الحريري في بيروت الثانية إلى لوائح أساسية، وفي مقدّمها لائحة مدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة، ولائحة تتألف من قدامى «المستقبل» و»الجماعة الاسلامية»، ولائحة النائب فؤاد مخزومي، ولائحة «الثنائي الشيعي» وكذلك «الأحباش» وعدد من لوائح المجتمع المدني.

 

وإذا كانت العاصمة هي المدخل لأي حركة سياسية، إلا أن «سوا للبنان» تريد ان تعطي للمعركة أبعاداً وطنية وليس فقط من باب الزعامة السنية، لذلك فإن المعركة تُخاض بشعارات الثورة والهدف تحقيق الخرق المنشود.

 

ومن هذا المنطلق، فإن الأساس بالنسبة إلى لائحة «لتبقى بيروت» هو إيصال ممثلين إلى الندوة النيابية، ولا يدخل في الحسابات إيصال مرشحين سنّة فقط على رغم رمزية هذا الأمر، لذلك فإن هذه اللائحة لا تدخل في لعبة توزيع المقاعد والأصوات التفضيلية أو الإستحواذ على أكبر عدد من المقاعد السنية للقول إن بهاء الحريري بات زعيم السنّة أو دخل نادي الزعماء السنة.

 

وأمام هذه الوقائع، فإن «سوا للبنان» تنظّم صفوفها تحت عنوان وطني جامع وباتت في صلب معركة العاصمة والهدف هو التغيير، لذلك فإن الأنظار تتوجّه إلى الأرقام التي ستحصدها اللوائح المدعومة منها، وإذا ما كانت ستشكّل نقطة تحوّل في العاصمة وبقية الدوائر.