IMLebanon

“المهمّ في عودة بهاء الحريري هو المشروع وليس الشعارات” علوش لـ “الديار”: إنتخاب الرئيس لا يقدّم ولا يؤخر لأن القرار السياسي – الأمني هو بيد الميليشيات

 

 

طرحت عودة رجل الأعمال بهاء الحريري المفاجئة إلى بيروت أكثر من علامة استفهام، لا سيما إذا كانت مقدّمة لانخراطه جدياً في العمل السياسي الداخلي، وأيضاً بالنسبة للعناوين السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي سيضعها لهذه العودة.

 

وعن قراءته لعودة بهاء الحريري إلى بيروت، يقول النائب السابق مصطفى علّوش لـ “الديار”، “نسمع كلاماً كثيراً، ولكن حتى الآن لم نعرف ما هو برنامجه والخطة التي يضعها، عملياً وكونه نجل الرئيس الراحل رفيق الحريري، لا يعطيه أي صفة إضافية، وكان قبله أيضاً شقيقه ابن رفيق الحريري، الأساس هو في الجديد الذي يحمله، وما هو برنامجه ورؤيته، وإذا كان لديه  مشروع للبنان فليعرضه لنرى ماذا سيحقِّق، ولكن أريد أن أذكِّر أنه الأولى بعلاج أمور لبنان ليست الطبقة التي ما زالت منذ 18 عاماً خارج لبنان، ولا حتى أتت إلى لبنان لقراءة الفاتحة على ضريح الرئيس الشهيد”.

 

وبالنسبة لما يحكى أن آل الحريري قد خرجوا من العمل السياسي بقرار سعودي، ولن يتمكنوا من العودة إلا بقرار سعودي، يؤكد أن “هذا نوع من الفرضيات والافتراضات غير المنطقية، فليس للسعوديين أي موقف من آل الحريري، ولا حتى من سعد الحريري، لكن هناك بعض الإهمال، بحيث انهم يعتبرون أن من يريد العمل السياسي في لبنان عليه أخذ هذا القرار بنفسه، لكن ليس تحت رايتهم ولا حتى برعاية منهم، فسعد الحريري بالتأكيد فقد الرعاية السعودية بحسب قناعتي منذ العام 2017، وإذا أراد سعد العودة إلى السياسة، ليس مضطراً الى أخذ رعاية أيٍ كان، وبإمكانه الإتيان والعودة إلى العمل السياسي، وأيضاً هذا ينطبق على شقيقه بهاء، فلا موقف منه ولا معه ولا ضدّه، لا من السعوديين ولا من قبل أي طرف آخر”.

 

وعن المشروع السياسي الذي يمكِّن بهاء من استقطاب الطائفة السنّية، يرى أنه “إذا تحدّثنا وطنياً، فإن الكثيرين في الطائفة السنّية كانوا يعتبرون أن الرئيس الراحل رفيق الحريري وطني ولبناني أكثر من اللازم، وإذا كان الطرح أن يكون سنّياً أكثر من اللازم، فعليه الظهور بمظهر المتطرِّف، ويتحدث بخطاب طائفي ومذهبي، حتى الآن ليس لدي أي فكرة، لكن بكل موضوعية وكل أسف، أقول إن الملاءة المالية هي ما ينتظرها الجمهور بشكل عام، أما على مستوى النخب، أظن أن النخب السنّية، أي النخب السياسية، لديها مشاريع وكلام أعلى بكثير ومتخصِّص أكثر مما يمكن أن يأتي به أي شخص، وبالأخص كبهاء الحريري”.

 

ولكن “الملاءة متوافرة عند بهاء الحريري، والناس بحاجة الى شخصية سياسية مليئة في هذه الأيام الصعبة”، يقول علّوش: “أنا لا أتحدث عن ثروته، ولكنني أقصد ما سيصرفه على عمله السياسي وعمله العام، ولا يبدو من خلال عمله في السنوات الأربع أو الخمس الماضية، والتي طرح نفسه فيها كبديل عن سعد الحريري، أنه أظهر “كَرَمه” على الأقلّ، لكن الأهم يبقى ما هو مشروعه السياسي والتيار السياسي الذي سيطلقه، حتى الآن لم نسمع إلا عن بعض الولائم التي أقامها في قبرص، ولقاءات مع شخصيات موجودة، بعض محترم وآخر مستهلك، وبعضها أسماء جديدة على الساحة السياسية، ولكننا في النهاية حتى الآن لم نسمع أي شيء عن مشروع بهاء السياسي، وليس الشعارات التي يطلقها، فهذه الشعارات بإمكان أي كان إطلاقها، وما يهمنا المشروع وما هو، ولا سيما أنني حتى اليوم لا أعرف من هو بهاء الحريري”.

 

ألم تتعرّف اليه في وقت سابق؟ يجيب “كلا أنا لا أعرفه، ولا علاقة لي معه، خصوصاً عندما كنت أعمل مع سعد الحريري، لكنني من الأساس قمت بتوجيه رسائل متعدّدة له، بأنه في حال كان يملك مشروعاً سياسياً، عليه الإتيان إلى لبنان لطرحه”.

 

وعن الملف الرئاسي، يشدّد علوش على أن “كل الأطراف السياسية الموجودة على الساحة السياسية لديها القدرة لتعطيل انتخاب رئاسة الجمهورية، وهذا ما هو حاصل، أي بالقدر الذي يعمل حزب الله على الإتيان برئيس جمهورية تابع له، بقدر ما يسعى معارضو الحزب على الإتيان برئيس غير محسوب على الحزب على الأقل، وكلاهما قادر، ومن خلال الديمقراطية والدستور تعطيل الانتخابات الرئاسية، هذا على المستوى المحلي، ولكن أقول بكل موضوعية انه لم يكن لدينا رئيس جمهورية منذ سنوات عديدة أي منذ انطلاق عهد الرئيس ميشال عون، لذلك وفي حال استمرّت الظروف على ما هي عليه، وحتى لو أتينا بالمهاتما غاندي ليحكم لبنان سيفشل، لأنه عملياً ما دام القرار السياسي ـ الأمني وتأثيره في الاقتصاد وفي العلاقات الخارجية والديبلوماسية يبقى بيد الميليشيات المسلّحة، عملياً لا يقدّم ولا يؤخّر إن انتخبنا رئيساً للجمهورية أم لا”.