IMLebanon

تحالف المتضرِّرين والممانعين يستهدف بهاء الحريري..

 

تواصلٌ مع النخب خارج منظومة الفساد واحتضانٌ وشراكةٌ مع العشائر العربية

 

 

كأنّ شياطين الفتنة استنفرت منذ لحظة إعلان بهاء رفيق الحريري عن عودته إلى لبنان فدأبت على بثّ كلّ أشكال الاستهداف والتشكيك والتشويش والتشويه لكلّ ما يقوم به الرجل الآتي في قلب لحظة سياسية يبحث فيها اللبنانيون وأهل السنة منهم خاصة عن مبادرة توقف على الأقل انحدارهم وتعيد التوازن إلى حضورهم العام، فكانت الحربُ الاستباقية ضدذه من تحالف التناقضات التي التقت على السعي لإجهاض هذه الحركة من داخل البيئة السنية وخارجها، حيث تحالف «الممانعون» مع المتضررين من عودة الحريري ليشكِّلوا جبهة موحدة، تصدّت لها البيئة الحاضنة وأرسلت ما يجب من رسائل ترفض الإقصاء وقطع الطرق السياسي، وتتمسّك بفتح المجال للتعاون والشراكة مع الحريري.

يُلقي الناقمون على بهاء الحريري اللوم بأنّه اختار عودته في ظلّ العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته على لبنان، وهذا أمرٌ مستغرب، فالمسؤول يتقدّم في الأزمات ولا يغادر ويرحل عندما تقع، ومن هنا فإنّ توقيت هذه العودة يعتبر نقطة لصالح بهاء الحريري، توحي بأنّه مستعدٌ للوقوف مع شعبه ولمشاركته في تجاوز الأزمات.

تحالف المتضرِّرين والممانعة ضدّ بهاء الحريري

كان لافتاً تركيز إعلام الممانعة على استهداف بهاء الحريري وعلى تصيّد أي ثغرة وتضخيمها بشكل مبالَغٍ فيه، والعمل على نشر الإشاعات المثيرة للإحباط والتشكيك، وهذه إشارة تكفي لإدراك أنّ عمله لا يأتي على هوى هذا المعسكر الذي لا يمكن التعامل معه إلاّ بمنطق التماسك والتوازن لا بمنطق التساهل والتنازل المجاني، كما حصل في المراحل السابقة.

لن يكون غريباً أن يقاطع المرتبطون بالمنظومة الفاسدة بهاء الحريري، فهو نقيضهم ولن يكون هناك قيمة مضافة في حضورهم، فهم يتنقلون بحثاً عن التقاط المكاسب الخاصة، وغيابهم لن يكون خسارة لبهاء الحريري، فهو لا يحتاج هذه النوعية التي كانت سبباً أساسياً من أسباب فشل أخيه الرئيس سعد الحريري.

 

وهنا تكمن نقطة تستوجب الإضاءة عليها، وهي أنّ الرسالة العميقة التي يحملها بهاء الحريري هي التغيير وعدم التعامل مع طبقة الفساد، ولهذا فهو يوجِّه لقاءاته نحو النخب الفاعلة والقادرة على حسن إدارة الشأن العام، سياسياً وتنموياً واجتماعياً وتربوياً.. تحضيراً للاستحقاقات الآتية ومنها بناء حركته السياسية.

لقاءات بناء وعمل: احتضان وشراكة من العشائر

تشكِّل لقاءات بهاء الحريري تواصلاً مباشراً وهادئاً بعيداً عن الشعبوية والاستعراض، لهذا جاء لقاء وفد العشائر العربية في لحظة سياسية يتعرّض فيها نجل رفيق الحريري لحملة شعواء هدفها إفشال حركته السياسية، بينما قرّرت العشائر تشكيل وفد مثّلها من جميع المناطق اللبنانية ليكون لقاء بحثٍ في الشراكة على المستوى الإسلامي والوطني، وفي التكامل لتحصين المجتمع من كلّ الأخطار التي تحدق به، فكانت رسائل هامة ناتجة عن هذا اللقاء لا بدّ من التوقف عندها.

لا بُدّ من التذكير هنا بأنّ ما تعرّضت له عشائر خلدة شكّل امتحاناً لعلاقة القوى السياسية بالعشائر، وخاصة بعد المظلومية التي تعرّضت لها وتخلي تيار المستقبل عن شبابها منذ واقعة استشهاد الفتى المظلوم حسن غصن، مع ما رافقها من تداعيات سياسية وقانونية.

 

رفعت العشائر شعار الكرامة ورفض التخلي عن ولاية الدم، وأثبتت لكلّ من تنازل أنّه بالإمكان الصمود عندما يكون الحق في جانبها والصمود على الموقف مهما كانت الضغوط، وهذا لم يُعجب البعض.

حفظت العشائر للرئيس سعد الحريري أنّه امتنع عن التعزية بالشهيد حسن غصن، بينما قام هو شخصياً بتعزية الأمير طلال أرسلان بأحد مسؤولي حزبه، وكانت آخر سيارة في موكب الحريري تقف عند باب السيد زاهر والد الشهيد حسن غصن! وهذا أنتج رفضاً من أغلب وجوه العشائر للتواصل معه، وانعكس امتناعاً من (أبو موسى) والد الشهيد غصن عن لقاء الرئيس الحريري في زيارته الأخيرة إلى لبنان، رغم العروض المتكرِّرة.

كان أبو موسى في مقدمة وفد العشائر الذي التقى الشيخ بهاء الحريري مع مشايخها ووجوهها، وكان لافتاً أنّ أبو موسى ألبس عباءته للشيخ بهاء، في رسالة لا تخفى دلالاتها على أحد في السياسة والاجتماع والإعلام.

شكّل التمثيل الجامع للعشائر في الوفد الذي التقى الشيخ بهاء الحريري أحد عناصر القوة لهذا اللقاء، خاصة أنّ الوجهاء أبلغوه بالاستعداد للتعاون والشراكة بناءً على ما يعلمونه وما يعلنه الشيخ بهاء من ثوابت إسلامية ووطنية، وهذا سيكون له نتائج هامة إذا تكاملت جهود الجميع، سواء في السياسة أو في الإنماء.

الرسالة الأخرى الهامة التي برزت من هذا اللقاء أنّ الوفد طلب من الشيخ بهاء الحريري تعزيز العلاقة مع دار الفتوى وشخص سماحة مفتي جمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وأنّ بناء شراكة ثابتة ومتينة وناجحة مع العشائر ينبغي أن تُـبنى على ثوابت دار الفتوى وبالتنسيق مع شخص المفتي دريان، وبالانفتاح والتكامل مع المشروع العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، حتى يكتب له النجاح وتتحقق المصلحة العامة والأهداف المنشودة للجميع.