لم يفلح النجل الأكبر للرئيس الراحل رفيق الحريري في استقطاب أكثر من 300 شخص من بين 1000 من أهالي إقليم الخروب وساحل الشوف الذين دعاهم للقائه، فيما اعتذرت غالبية الفاعليّات الرسميّة عن عدم الحضور
أحبطت بلدات إقليم الخروب وساحل الشوف رجل الأعمال بهاء الحريري، إذ كلّ وعود المُنسّقين الذين قادوا حملته في المنطقة ذهبت أدراج الرياح. وبعدما ظنّ أن قاعات «الجية مارينا» لن تتّسع لوفود 17 بلدة، لم يحضر في اليومين اللذين قضاهما في الإقليم سوى 300 شخص، فيما اعتذرت فاعليّات 3 بلدات (حارة الناعمة وكترمايا والمغيريّة) عن عدم الحضور بعدما كانت أكّدت حضورها سابقاً. وغالبيّة الوفود لم يتجاوز عدد أعضائها 15 شخصاً (كشحيم وداريا وعانوت…)، باستثناء برجا التي كان وفدها الأكبر (نحو 45 شخصاً). كذلك غابت الفاعليّات الرسميّة باستثناء رئيس بلديّة جدرا الأب جوزيف القزي مع عدد قليل من المقرّبين منه، إثر اتصال تلقّاه من الحريري تمنّى عليه الحضور، ورئيس بلدية عانوت، إضافة إلى 4 مخاتير، 3 منهم من برجا.وأخفق فريق عمل الحريري تماماً في اللعب في ميدان تيار المستقبل، فخلت الوفود من الرموز التنظيميّة للتيّار رغم محاولة المقرّبين من بهاء الحريري استمالتهم، كما غاب حتى من تركوا «المستقبل» بسبب ملاحظات على أداء الرئيس سعد الحريري. واللافت أن حضور بهاء ساهم في شد العصب حول شقيقه، فانتشرت اللافتات المؤيّدة للرئيس الحريري في معظم قرى الإقليم مذيّلة بجملة «ما مننشرى وما مننباع».
انتشرت اللافتات المؤيّدة للرئيس الحريري في معظم القرى مذيّلة بجملة «ما مننشرى وما مننباع»
ضآلة الحضور دفعت الحريري إلى التذرّع بـ«سفقة هوا» لتأجيل مواعيد اللقاءات التي كان من المفترض أن تمتد إلى 5 ساعات متواصلة في اليوم الأوّل و6 ساعات في اليوم التالي، وإلى دمج الوفود، بعضها مع بعض. وفيما عزا أمام الوفود توتّره إلى تشنّج في ظهره، إلا أنه لم يتمكن أمام فريق عمله من ضبط انفعالاته والصراخ سائلاً «أين الناس»، ما أدى إلى انسحاب بعض أعضاء فريق العمل وأبرزهم الدّكتور بسّام فتّاح. كذلك لم يتمالك الحريري نفسه من الغضب عندما ذكر أحدهم شقيقه الرئيس سعد الحريري، وكذلك عندما استشعر بأن «تيّار المستقبل» أرسل شبّاناً لمقاطعته. فعندما قال إنّ «مشروعه هو تنفيذ اتفاق الطائف»، أجابه أحد الشبان بأن «اتفاق الطائف أتى حتّى يتقاسم زعماء الحرب السّلطة». فثارت ثائرة الحريري الذي نعت الشاب بـ«الأحمق»، صارخاً «أعطني اسمك»! ما أثار استياء الحضور. والاستياء نفسه ساد أعضاء وفد بلدة دلهون عندما همّ أحد أعضاء الوفد بقراءة كلمة حضّرها مسبقاً لعرض مطالب البلدة الإنمائية، فقاطعه الحريري طالباً تسليم الورقة لمدير مكتبه، مفضّلاً «الحديث بالسياسة».
من أجل «الحديث بالسياسة»، اكتفى الحريري بعناوين إنمائية فضفاضة كالمخطّط التوجيهي أو حل أزمة الكهرباء والاستشفاء والتعليم وتأمين فرص العمل، لكنه لم يقدّم مشروعاً اقتصادياً واحداً بطريقة مفصّلة. كذلك، لم يُفلح في شرح مشروعه السياسي، فبقي لساعات طويلة يُردّد بطريقة ببغائية «تنفيذ اتفاق الطائف»، و«استكمال مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري» و«استنهاض الطائفة السنية عبر مشروع وطني»! فيما لم يجد إجابات عن أسئلة من نوع استرداد الودائع من المصارف أو القضاء على الفساد وبناء دولة المؤسسات. كما سُجّل انزعاج بين الوفود الشبابيّة بسبب حديثه السلبي عن «الثورة». أمّا أكبر «الأوهام» التي وزّعها رجل الأعمال اللبناني فكان الإيحاء بنيْله دعماً عربياً ودولياً لاستنهاض الشارع السني والدّخول إلى الحكم، وهو ما فاجأ الحضور خصوصاً أنّ الحريري، باستثناء لقائه مع السفير البريطاني، لم يلتقِ بأيّ سفير عربي أو غربي.
بو مرعي يفشل في بلدته!
كان لافتاً غياب بلدة كترمايا عن لقاءات رجل الأعمال بهاء الحريري، رغم أنها مسقط رأس مساعده نجيب بو مرعي قبل أن ينقل نفوسه إلى بيروت. ولم تنفع اتصالات بومرعي مع أقربائه لتلبية الدّعوة. فشل أبو مرعي انسحب أيضاً على زميله في فريق عمل الحريري، ناظم الأسعد الذي لم ينجح هو الآخر في تشكيل وفد كبير من بلدته البرجين.
لا استقبالات في صيدا
أنهى بهاء الحريري زيارته لساحل إقليم الخروب وانتقل أمس إلى صيدا حيث سيستعيض عن اللقاءات بأداء صلاة الجمعة في «مسجد بهاء الدين الحريري» في صيدا، قبل أن يُلبي دعوة عمّه شفيق الحريري إلى الغداء.
الجوزو يُرحّب… ولكن
علمت «الأخبار» أن بهاء الحريري حاول التواصل مع دار الإفتاء في جبل لبنان طالباً تحديد موعد للقاء المفتي الشيخ محمّد علي الجوزو أو لقاء نجله القاضي الشيخ محمّد هاني الجوزو، على أن يزوره الجوزو الأب أو الابن في اليوم التالي في مقر إقامته في «الجية مارينا». إلا أنّ دار الإفتاء سارعت إلى الرد بأن أبوابها مفتوحة لابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري بشرط عدم الإدلاء بأي تصريح من على بابها، أو مناقشة أي أمرٍ سياسي، رافضةً أن يقوم الجوزو الأب أو الابن برد الزيارة، ما أغضب الحريري الذي طلب غضّ النظر عن اللقاء.
35 دولاراً «على الراس»!
أشار متابعون إلى أن تسريب لوائح الأسماء التي أكّدت حضورها للقاء بهاء الحريري كان مقصوداً، لافتين إلى أنّ الأمر مرتبط بفريق عمله الذي اتفق مع إدارة المجمع على دفع 35 دولاراً عن كل مدعوّ، مقابل تأمين نقله وتقديم القهوة والماء وبعض المعجنات. وقالت المصادر إن إدارة المنتجع تقاضت 20 ألف دولار مقابل إقامة الحريري وحجز القاعات.
عشاء صلاح سلام على شرف بهاء
علمت «الأخبار» أن رئيس تحرير جريدة «اللواء»، صلاح سلام أقام مساء أول من أمس مأدبة عشاء على شرف بهاء الحريري في منزله في بيروت، إلا أنّه لم يتمكن من تطعيمها بسياسيين من الصف الأول، باستثناء المطران بولس مطر ممثلا البطريرك بشارة الراعي، إضافة إلى عدد من الوزراء السابقين، كناظم الخوري وفريج صابونجيان، ومدير عام دار الأيتام الإسلامية بشار قوتلي ورئيس مجلس إدارة «تلفزيون لبنان» السابق طلال المقدسي.