«تيار المستقبل» سيكون باهتاً بغياب الحريري … والجماعات المتطرّفة ستسرح !!
بعد مجيء الرئيس سعد الحريري الى لبنان، عادت مسألة ترشيحه الى الانتخابات النيابية، لتشكل الحدث الابرز على الساحة اللبنانية، وبصورة خاصة على الساحة السنّية، وتحديداً «تيار المستقبل» التواق الى عودة زعيمه الى السياسة، والى بروز «الحريرية السياسية» من جديد، لانها لن تغيب كما يشير مناصروه، فالبلد محتاج اليه اكثر من اي وقت مضى، وهم يرون فيه خير ممثل للطائفة، لانه صمّام امان ايضاً لكل الطوائف في لبنان بسبب اعتداله.
الى ذلك تشير مصادر نيابية في «كتلة المستقبل»، الى انّ الحريري قد يغيّر رأيه في الدقائق الاخيرة، في ما يخص مسألة الترشح الى الانتخابات النيابية، وتلفت الى ان اتجاهه نحو العزوف يعود الى شعوره بـ «القرف»، اذ لم يتعامل معه احد من الكتل النيابية كما يجب، بل كانوا عديمي الوفاء تجاهه من دون استثناء احد من المقرّبين والبعيدين، وهذا مؤسف جداً مع شخص وفيّ مثله.
وحول وجود قرار خارجي بإقصائه، تؤكد المصادر أن لا احد يستطيع إقصاءه من الحياة السياسية، إلا اذا اراد هو ذلك، لكنه تعب من الكذب وقلة اخلاق البعض، فهو كان ايجابياً مع الجميع لكنه تلقى منهم السلبيات، وغيابه سيكون خسارة ستتأثر بها كل الطوائف، لانه كان وسيبقى رجل الاعتدال الاول في لبنان. وترفض المصادر الغوص في مسألة تدّخل المملكة العربية السعودية، وقيامها بعملية إقصاء سياسية للحريري من خلال منعه من خوض الانتخابات، وتطالب المصادر بعدم التحدث في هذه المسألة او طرح أي سؤال في هذا الاطار، من دون ان تتناسى هذه المصادر نتائج التداعيات التي ستحصل، والتي ستصّب كلها في خانات طائفية تواقة الى الظهور والحلول مكان الحريري و»تيار المستقبل»، من خلال فتح شهية البعض على مقعده النيابي، ولاحقاً على الرئاسة الثالثة.
وعلى خط الوساطات القائمة بهدف ترشيح الحريري من جديد على النيابة، افيد بأنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يعمل منذ مدة لتحقيق ذلك، لكن وساطته لم تصل الى أي نتيجة، لذا يبدي قلقه مما قد يحدث في هذا الاطار، الامر الذي يرى فيه بري تشرذماً كبيراً على الساحة السنيّة، وغياب حليف وصديق له، مع معرفته بوجود قرار خارجي بإخراج الحريري من الساحة السياسة ، كما يبدي خوفه من مشروع شقيقه بهاء ، الطامح لنيل زعامته وشعبيته السنيّة، لكن من منطلق هجومه الدائم على حزب الله، ما يثير المخاوف من توتير العلاقة اكثر بين الشارعين السنيّ والشيعي، وإمكان حدوث شغب امني او اكثر من ذلك على الصعيد المذهبي، بحيث يعتبر البعض أنّ مشروع رجل الاعمال بهاء الحريري مبهم بعض الشيء، ويطرح علامات استفهام بالنسبة لكثيرين، يرون فيه شخصاً طامحاً بمركز سياسي.
وعلى خط وساطة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، تشير المعلومات الى جهود يقوم بها مع الحريري، لانه يدرك تماماً صعوبة اي تفاهم مع الطائفة السنيّة، بعيداً عن اطار «الحريرية السياسية» المعروفة بالانفتاح، مع قيام مساع فرنسية وروسية لثنيّه عن قراره، لكن كل تلك المحاولات لم تصل الى خاتمة سعيدة، الامر الذي يطرح سؤالاً حول مصير بيت الحريري السياسي، لانّ «تيار المستقبل» سيكون باهتاً بغياب زعيمه، وسوف تنقسم الطائفة وتتوزّع بين مجموعة سياسيين، وسوف تظهر شخصيات سنيّة لم تكن في الحسبان، من دون استثناء عودة الجماعات المتطرّفة، التي ستسرح من جديد، وقد بدأت ملامحها تطّل في الشمال منذ فترة، بحثاً عن شبان محتاجين الى المال، بسبب العوز والجوع والبطالة ، لاستخدامهم في معارك مذهبية خارجية، اي باختصار ستغيب مظاهر الاعتدال السنيّ، لتستبدل بأشكال وألوان خطرة، مما سيؤدي الى احباط كبير لدى اهل الطائفة ومناصري الحريري بشكل خاص، وعندئذ لن تغيب المفاجآت السلبية بالتأكيد.