الجمهور السنّي يحتاج اليوم إلى قيادة في ظل انكفاء «المستقبل»
يسود الارباك فئةً كبيرة من الطائفة السنّية، إزاء الخيارات التي يمكن أن يتخذها الرئيس سعد الحريري، ومنها عدم خوض الانتخابات النيابية بشخصه وشخصيات تيار «المستقبل»، وتفتح أبواب التساؤلات عن مصير القاعدة الشعبية وخياراتها وتوجهاتها.
على بعد ثلاثة أشهر من الإنتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل، وبعد استكمال مختلف الأحزاب والتيارات استعداداتها لخوض غمار المعركة في دائرة بعلبك الهرمل والتي تمتاز بشراستها وحماوة مشهدها، تسعى الأحزاب الفاعلة على ساحاتها المذهبية لا سيما الثنائي الشيعي و»القوات اللبنانية» لرص الصفوف ورفع نسبة اقتراع محازبيها وجمهورها، أقله لتثبيت نتائج أيار عام 2018 التي أفرزت معادلةً سياسية في المنطقة يبنى عليها. وحده تيار «المستقبل» وخلفه جمهوره البقاعي لا يزال ضائعاً، وينتظر قرار رئيسه ليبني على الاعتذار خياراته الانتخابية بخوض شخصياته الانتخابات منفردين أو متحالفين مع حلفاء قدماء ومستجدين، والجمهور الذي ينتظر قراره ليعرف أين يصب أصواته التي كانت نسبتها مرتفعة خلال الاستحقاق السابق، وردفت مرشحي «التيار» في بعلبك الهرمل بالأصوات وخرقت بمقعد سنّي من أصل اثنين، رغم الشوائب التي حصلت وسجلت على «التيار» لتفضيله بلدة عرسال وتجيير الأصوات الانتخابية لمرشحها على حساب باقي المناطق والبلدات السنّية.
ورغم الجمهور الكبير الذي يحظى به الرئيس الحريري في بعلبك الهرمل داخل الطائفة السنّية، ونزوله بالآلاف الى ساحة الشهداء في آذار عام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سجل الجمهور هنا اعتراضه وملاحظاته على أداء الرئيس و»التيار» معاً، فكانت البداية عام 2005 مع دعم الرئيس سعد الحريري لشخصيات شيعية لا تدور في فلك «حزب الله» وحركة و»أمل» ودعمها بالأموال والمساعدات الاجتماعية، التي كانت توزع من هذه الشخصيات على الجمهور المستقبلي السنّي، حيث بنت ممالكها واشترت عقارات وأملاك، واستكمل المشوار على مدى دورات نيابية متتالية دعم فيها «التيار» مرشحين استنفدوا طاقاته وحصدوا مغانم من أمام جمهور «المستقبل» كان أشهرها انتخابات عام 2009، وكان من الأولى لو بنيت فيها مشاريع استثمارية تشغل المئات من العائلات وتوظف أبناء الطائفة ليكونوا صمام أمان «التيار» ورافديه شعبياً وانتخابياً.
على خطى الرئيس سعد الحريري يخطو الشيخ بهاء في بعلبك الهرمل عبر حركة « سوا للبنان»، وتحت شعار حركة عابرة للطوائف تصرف الحركة المساعدات وتوزعها عبر شخصيات من غير الطائفة السنّية لابناء الطائفة، وتؤسس لخوض المعركة الانتخابية عبر لائحة كاملة متكاملة أساسها شخصيات شيعية مستقلة، اضافة الى بعض الشخصيات السنّية. ووفق مصادر من حركة «سوا للبنان» فإن الصورة أصبحت شبه مكتملة، وهي ستخوض المعركة بوجه الأحزاب ومن شخصيات غير حزبية ولها تاريخها النضالي والثوري، وهذا النهج معمم على مختلف الدوائر في لبنان، اضافة الى محاولة استقطاب الجماهير من مختلف الطوائف، ولا تسعى لأن تكون خليفة تيار «المستقبل».
مصادر سنّية بقاعية أشارت لـ»نداء الوطن» الى «أن المزاج الشعبي السنّي في بعلبك الهرمل اليوم يحتاج الى قيادة وظهرٍ يحميه في ظل انكفاء «المستقبل»، ومن الأجدر أن تنطلق الحركة في عملها من القاعدة الضيقة المتمثلة بالجمهور السنّي وتتمدد الى مختلف الطوائف والفئات، لا على العكس، من الأوسع الى الأضيق»، وسألت «عن مدى فاعلية وتأثير الشخصيات التي تعول عليها الحركة في معركتها الانتخابية وهل يمكن أن تردف اللائحة بنصف حاصل انتخابي»؟
كذلك سألت: «لماذا الطائفة السنّية دائماً محكومة بتيارات وأحزاب وحركات عابرة للطوائف، من دون أن يكون همها الاول الطائفة وحاجتها، في حين أن مختلف الأحزاب اللبنانية طائفية بامتياز، وتعمل لجمهورها في الدرجة الأولى ولباقي الطوائف في الدرجة الثانية»؟ مضيفةً بـ»أن الخيارات الانتخابية التي تنتهجها الحركة في بعلبك الهرمل اذا لم يكن رادفها الأول الصوت السنّي فهي لن تحقق شيئاً»، مستذكرةً حادثة حصلت خلال احدى الدورات الانتخابية «حيث أصرّ أحد مسؤولي دوائر تيار «المستقبل» في البقاع على دفع مبلغ من المال في قريةٍ شيعية لخرق الأصوات هناك، وتسجيل صوت لتيار «المستقبل» من دون أن يوفق، حيث قبض من دفع له المبلغ وصوت لمن أراد وأعاد التفافه حول طائفته ومرشحيها، وهكذا سيكون مصير الحركة في حال استمرت على النهج الذي تعتمده في بعلبك الهرمل».