لا يزال الغموض يلف موقف رجل الأعمال بهاء الحريري بخصوص مسألة الإنتخابات النيابية المقبلة والتحالفات المزمع عقدها.
لم يقصد بهاء الحريري لبنان بعد لخوض المعركة الإنتخابية عن قرب في حين أن شقيقه رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري موجود في الخارج، ولم يحسم خيار الترشح شخصياً للإنتخابات من عدمه بعد.
وأمام غياب المرجعيات السنية العابرة للمناطق، فإن الصورة على الساحة السنية كما الوطنية لم تتضح بعد، مع تسجيل فارق جوهري بين عمل بهاء وشقيقه سعد. فبهاء لا يزال يمتلك القوة المالية التي تسمح له بالتحرك، بينما سعد فقدها، وتتلاقى المعلومات على أنه لا يستطيع تلبية أبسط مقومات المعركة الإنتخابية من دون أن يستجد ما يبدّل هذا الواقع.
ومن جهة ثانية، لم يغرق بهاء في وحول السياسة اللبنانية وهو يدعم مجموعات من المجتمع المدني، وما حركة «سوا للبنان» سوى تحضير لخوض الإنتخابات، في حين يعتبر سعد من صلب المنظومة وأبرم التسويات والصفقات التي ساهمت في الوصول إلى الإنهيار.
وأمام كل هذه الوقائع، فإن المعلومات تؤكّد أن كل الكلام الذي يسري عن لقاء ومصالحة وتحالف بين بهاء وسعد لا أساس له من الصحة، وقد نفاه في تغريدة سابقة مستشار بهاء، جيري ماهر، فبهاء يضع معايير من أجل التحالف وهي عدم الإنغماس في الفساد والعمل على إصلاح الوضع ووقف الإنهيار، وعدم التحالف مع «حزب الله» والمنظومة التي تدعمه وتسرق البلد.
ويرفع بهاء الحريري من سقف خطابه السياسي، إذ إنه لا يريد التحالف مع أي قوة هي حليفة لـ»حزب الله» بالمباشر أو بطريقة غير مباشرة، لذلك يرى أن تيار «المستقبل» هو جزء من هذه المنظومة التي تتحالف مع «الحزب» لتحقيق المصالح الخاصة.
وفي وقت بات من شبه المؤكّد أن بهاء الحريري لن يترشّح شخصياً بل سيدعم لوائح «سوا للبنان» في كل الدوائر وليس فقط في المناطق السنية، لا تزال الصورة غير واضحة بالنسبة إلى تحالفه مع «القوات اللبنانية» أو حتى الحزب «التقدمي الإشتراكي» الذي يطمح للتحالف مع تيار «المستقبل» في جبل لبنان الجنوبي، من هنا فإن الإتجاه هو لخوض بهاء الإنتخابات من دون التحالف مع الأحزاب السياسية.
لا شكّ أن الوقت كفيل بكشف كل التحالفات، لكن الأرجح أن بهاء يطمح إلى بناء شبكة من العلاقات والكتل الإنتخابية في كل لبنان، في حين أن المعركة على الساحة السنية ستكون الأصعب هذه المرّة.
ويتسلّح بهاء الحريري بخطاب سياسي ثابت ضدّ «حزب الله» وبخطاب ينتقد المنظومة، ويحاول البناء على حالة اليأس التي تضرب البيئة السنية والتي تفتقد إلى قيادة صلبة بعد الضربات التي تلقّاها سعد الحريري وأفقدته جزءاً كبيراً من وزنه وحجمه الداخلي والإقليمي.
وفي حال لم تتدخّل المملكة العربية السعودية فإن المعركة ستكون مفتوحة بين الأخوين الحريري، مع ترجيح تكرار سيناريو إنتخابات طرابلس البلدية عام 2016، في حين يتخوّف البعض من توسّع نفوذ «حزب الله» سنياً إذا لم يكن هناك من خطة عمل مُحكمة تمنع هذا الأمر.