Site icon IMLebanon

«المستقبل» يفكّك «خلية بهاء»!

 

عبرَ صفحته على موقع «تويتر»، أعلنَ أول من أمس، مدير المنتدى السياسي الاقتصادي الاجتماعي التابع لبهاء الحريري في البقاع الغربي أمير أبو عديلة استقالته من المنتدى، وذلك «لأسباب شخصية» كما قال، مؤكداً أنه «كانَ ولا يزال على نهج الرئيس رفيق الحريري». وكانَ أول من علّق على هذه الاستقالة بعدَ دقائق، رئيس «جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية» أحمد هاشمية، مرحّباً بأبو عديلة «بينَ أهله وناسه». هذه الاستقالة التي تلاها الترحيب أتت، بحسب معلومات «الأخبار»، بعد جلسة استمرت لساعات بين أبو عديلة وهاشمية، أحد أقرب المقربين إلى رئيس تيار المستقبل. طلب الأول من رئيس الجمعية أن يُعلن أن الاستقالة حصلت بناءً على رغبته، إلا أن هاشمية فضّل أن يُصرّح أبو عديلة بالاستقالة بنفسه. فماذا وراء قرار منسق منتدى البقاع والمعروف بأنه أحد محرّكي «الثوار» منذ 17 تشرين 2019، وهو المعروف بكونه أحد الأشخاص الذين اختارهم بهاء الحريري لمساعدته في إيجاد موطئ قدم له في المناطق المعروفة بولاء أكثرية سكانها لشقيقه الرئيس سعد الحريري؟ كانَ أبو عديلة يعمَل على استقطاب جزء من الجمهور المُستقبلي المتملمِل من سياسة رئيس التيار، أو المتضرّر من الأزمة المالية التي لحِقت به. وكانَ يعمل على استمالة هؤلاء من خلال عقد اجتماعات في البقاع وإطلاق الوعود بدفع الأموال وتوزيع الخدمات التي أتت بأقل بكثير مما وعد. أبو عديلة الذي عُرف من خلال هذه الاجتماعات ونشط في أيام الانتفاضة عبر تحريك بعض المجموعات وقطع الطرقات، تحمِل استقالته خلفها معلومات عن انقسام داخِل المنتديات التي يدعمها بهاء. وغير ذلِك، علمت «الأخبار» أن هاشمية دخلَ على خط هذه المجموعات، ونجح في إعادة بعض الاشخاص الذين سبقَ أن نجح بهاء الحريري في جذبهم. فإضافة إلى أبو عديلة، أعاد هاشمية فادي يونس الذي كانَ ناشطاً لصالح تيار المستقبل في منطقة طريق الجديدة من حضن «الأخ»، بعدَ «انقلابه» على التيار بدفع من منسق «المستقبل» السابق في أميركا الشمالية فادي غلاييني الذي أُقيل بعد انتخابات العام 2018، وكانَ طامحاً إلى منصب حزبي أو نيابي. وبحسب المعلومات، فإن يونِس انضم اليوم إلى فريق العاملين في مكتب هاشمية في منطقة «فردان». وقبلَ يونس، نجح هاشمية أيضاً في إعادة سعد الشيخ (منسق طريق الجديدة- منتدى بيروت) الذي أعلن انسحابه من جميع منتديات لبنان التي يرأسها المحامي نبيل الحلبي «لأسباب شخصية» أيضاً، وذلك بعد اجتماع مع هاشمية الذي رعى مصالحة بين «سعد» وشقيقه خالد الشيخ، أدت الى إسقاط دعوى قضائية مرفوعة بينهما.

 

وبينما جرى تداول معلومات عن خلاف وقعَ أيضاً مع الناطق الرسمي باسم بهاء، المحامي نبيل الحلبي الذي كانَ يدير كوادر المنتديات المتوزّعة بين البقاع والشمال وبيروت والشخصيات الرئيسية فيها، بسبب تضارب الولاء السياسي الإقليمي، حيث يميل الحلبي الى المحور التركي – القطري، فيما بهاء الحريري تربطه علاقات مع دول الخليج، قالت مصادر مطلعة إن «هاشمية يكثّف حركته داخل بيروت، وهو يعمل على تأمين الخدمات لجمهور التيار وتوزيع حصص غذائية ومساعدات مالية»، وهذا الأمر أدى الى مساعدته في تفكيك «خلية بهاء» واستعادة بعض وجوهها للعمل معه، في وقت شحّت فيه المساعدات التي كانَ يقدمها بهاء الحريري الذي بدأ يعاني من نقص في فريقه، نتجت عنه شائعات تزعم انسحابه من العمل السياسي، وهو ما نفاه من خلال بيان أكد فيه أن «كل هذه الشائعات غير صحيحة وأنه مستمر ولن يتراجع تحت أي ظرف ولأي سبب».