ينقل مسؤول بارز في احدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والذي كان يرأس منذ اسبوعين وفداً فلسطينياً زار النائبة بهية الحريري في دارتها في مجدليون للتضامن معها في قضية ابن شقيقها رئيس الحكومة سعد الحريري، عن بهية الحريري قولها انها لم تكن تتوقع ان يقوم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بما قام به ومنذ اللحظة الاولى لاعلان الرئيس الحريري استقالته لجهة رفضه الاستقالة بالشكل ومن حيث اعلنت ولجهة تأكيده ان الحريري ابلغ حزب الله وبعد عودته من لقائه الاول مع ولي عهد السعودية انه مستمر في الحكومة وهولا يريد الاستقالة ويخطط لتنفيذ خطوات هامة في مجال قطاعي الكهرباء والنفط والغاز واستكمال التعيينات. وتقول بهية الحريري حسب ما نقل عنها رئيس الوفد الفلسطيني المذكور ان مواقف السيد نصرالله كلها وخلال احتجاز الحريري في السعودية تنم عن وفاء انساني واخلاقي وعن مسؤولية وطنية كبرى يتمتع بها السيد نصرالله وان العلاقة الشخصية والسياسية معه مطمئنة وهو يشكل ضمانة للمستقبل ولاي طرف يتواصل معه. ووفق الوفد ايضاً فإن بهية الحريري أكدت ان مواقف نصرالله ومعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري المتضامنة والداعمة للحريري هي من سرعت في عودته الى لبنان وهي من افشلت مخطط ازاحته.
في المقابل يتقاطع ما نقل عن بهية الحريري مع معلومات توافرت بعد لقاء الوزير محمد فنيش بهية الحريري ونقله رسالة خاصة اليها من السيد نصرالله وهي رسالة دعم وتضامن ورسالة وجدانية وانسانية خلفت اثراً كبيراً في نفس السيدة الحريري التي كانت تتوقع من نصرالله وباقي القوى ان تتعامل مع الاستقالة وفق الدستور اي المسارعة الى قبولها واجراء استشارات نيابية سريعة وتكليف شخصية اخرى غير الحريري. لكن حكمة نصرالله وباقي القيادات افشلت مخطط الانقلاب السعودي وجعلت من خطوة الاستقالة الجبرية للحريري مجرد حبر على ورق لم تلق صدى على الساحة اللبنانية. هذه الاجواء الايجابية واحتضان نصرالله وحزب الله للحريري وتضامنه معه في محنته، سرعت من خطوات تقارب حزب الله وتيار المستقبل ودفعت في اتجاه عقد اكثر من جلسة بين موفدين لنصرالله وموفدين للحريري وتم تنسيق المواقف والخطوات لاعادة الحريري. وبعد عودته بايام عقدت اجتماعات مكثفة مرة جديدة بين موفدين لحزب الله والمستقبل شارك في بعضها ممثلون للتيار الوطني الحر وحركة امل وتناولت المخارج المقترحة لتظهير سيناريو عودة الحريري عن استقالته والتحضير لاجتماعات بعبدا وبعدها البيان السياسي الذي سيصدر عن مجلس الوزراء الذي سينعقد برئاسة الرئيس عون في بعبدا الاسبوع المقبل. كما تطرقت المباحثـات اخيراً وفق معلومات يتم تداولها في اروقة احزاب 8 آذار الى افكار لتطوير مفهوم النأي بالنفس والاتفاق على تثبيت التسوية بما يخدم الحريري ويمنع عنه الاحراج الداخلي والخارجي.
وتؤكد المعلومات نفسها ان الحريري ليس مرتاحاً تماماً ولا يمكنه التحرر من الضغط السعودي وهو مضطر الى ابقاء «خط تواصل رفيع» مع القيادة السعودية الجديدة. فلا يمكنه ان يعود عن الاستقالة بلا «انجازات» حتى ولو شكلية والتي اعلن عن جزء منها السيد نصرالله في خطابه الاخير ومتعلقة باليمن والعراق وسوريا. وتشير المعلومات الى ان حزب الله مستمر في حماية مسار عودة الحريري الى رئاسة الحكومة وممارسة مهامه كاملة بدءاً من الاسبوع المقبل وهو يسعى لتشكيل اكبر مظلة وطنية حول الحريري ومنع الاستفراد السعودي به.
في المقابل تنفي قيادات بارزة في حزب الله امكانية تظهير حجم التقارب بين الحريري وحزب الله في المدى المنظور. وتؤكد ان ما يحكى عن لقاء بين السيد ونصرالله والحريري غير دقيق وليس مطروحاً راهناً لكون السعودية ستعتبر اللقاء استفزازاً كبيراً لها وتحدياً والحريري ووضعه كممثل للسنة في لبنان لا يمكنه المغامرة بقطعها نهائياً بخطوته هذه، لكن هذا لا يعني ان العلاقة بين الطرفين هي في احسن حالاتها ومشابهة لعلاقة الحزب الجيدة مع الراحل رفيق الحريري وقبل بضعة اشهر من اغتياله.