غادرت النائبة بهية الحريري إلى أبو ظبي في زيارة خاصة تستمر لأيام، حيث ستتابع من مقر إقامة ابن شقيقها سعد الحريري مجريات الانتخابات النيابية الأحد المقبل. غياب «الست بهية» عن صيدا في مناسبة كهذه سابقة في تاريخها، إذ لم تغب عن الانتخابات النيابية والبلدية في صيدا منذ عام 1992، وكانت طوال 20 عاماً صاحبة كلمة رئيسية في كل الاستحقاقات في المدينة.
مقربون من الحريري قالوا إنها «فضلت السفر تجنباً للإحراج والتزاماً بقرار الرئيس سعد الحريري بالاعتكاف السياسي». مع ذلك، يبقى تأثيرها قائماً. بحسب المصادر نفسها، أوصت «الست» من يرغب من مناصريها بالاقتراع بـ«التصويت للمرشحين أسامة سعد ويوسف النقيب، لعدم رغبتها في إعادة فتح البيت السياسي لآل البزري واستحداث بيت سياسي جديد بين العائلات الصيداوية النافذة، عبر المرشح نبيل الزعتري».
اتفاق بين النقيب والجماعة على تجيير أصواتها له
إلا أن توصيات الحريري لا يمكنها حسم النتيجة في دائرة صيدا – جزين المعقدة بسبب طبيعة التحالفات والخلافات المستجدة. أكثر من يعي ذلك التعقيد، النقيب نفسه الذي ترشح باسم «أجواء» تيار المستقبل ومناصري آل الحريري. إذ يحاول التخفيف من تداعيات تحالفه الانتخابي مع القوات اللبنانية بعقد تفاهمات صيداوية وتبنّي خطاب مذهبي لشد العصب. وهو توصّل أخيراً إلى تفاهم مع قيادة الجماعة الإسلامية في صيدا بتجيير أصواتها له مقابل «وعود من رعاة لائحة النقيب – القوات، الرئيس فؤاد السنيورة والسفارة السعودية، بحصة مالية من الصندوق السعودي – الفرنسي ودعم مرشحي الجماعة في انتخابات بلدية صيدا وجمعية المقاصد الإسلامية». علماً أن مرشح الجماعة في انتخابات 2018، بسام حمود، نال 3200 صوت من الجماعة، ومن إسلاميين قد لا تمون عليهم هذه المرة.
إلى ذلك، لم يبرم النقيب تفاهماً حاسماً مع المجنسين من الفلسطينيين والعرب والعشائر، علماً أن معظم هؤلاء كانوا يصوتون للحريري، وأن بعضهم أعلن نيته الاقتراع لسعد أو البزري، لا سيما المحسوبين على حركة فتح.