سجلت استخبارات الجيش إنجازاً نوعياً جديداً. إذ لم يكد يمر يومان على الاعتداء على مركز الجيش في بلدة بقاعصفرين في الضنية، الذي أدى إلى سقوط شهيدٍ وإصابة عسكري بجروح، نفّذت قوّة خاصة من استخبارات الجيش حملة دهم أدت إلى توقيف جميع المشاركين في العمل الإرهابي الذي استهدف الجيش.
في غضون 48 ساعة فقط، أوقف المشتبه فيهم، الأمر الذي ترك ارتياحاً كبيراً على مختلف المستويات.
وبالعودة إلى مجريات العملية، بدأت حملات الدهم فجر الثلاثاء حيث تمكنت استخبارات الجيش من توقيف أفراد المجموعة المؤلفة من أربعة أشخاص على دفعتين، علماً أنهم جميعاً من أبناء البلدة. وقد صودرت أسلحة فردية وجدت في منازلهم. أعقب ذلك توقيف الجيش تسعة مشتبه فيهم آخرين تبيّن وجود علاقة تربطهم بالمعتدين، بعضهم من أبناء البلدة وآخرون من بلدات أخرى، لبنانيون وسوريون.
وكشف مصدر أمني لـ»الأخبار» أن «عملية إلقاء القبض على المشتبه فيهم جرت بعد عملية رصد دقيقة ومتابعة نشاطاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومقاطعة هذه المعلومات مع التقارير الاستخباراتية. وأوضح المصدر أن «أفراد المجموعة لم يثبت، وفق التحقيقات الأولية، ارتباطهم مباشرة بأي تنظيم إرهابي، كالنصرة أو داعش، لكنهم يحملون أفكار التنظيمات المذكورة، وهم تلقوا أغلب هذه الأفكار من طريق الإنترنت، علماً أنّ أعمارهم تراوح بين 18 و19 عاماً.
غير أن المصدر نفسه كشف أن «أحد الموقوفين، وهو شقيق أحد المشتبه في تورطهم مباشرة بإطلاق النار على مركز الجيش، كان قد التحق بجبهة النصرة في سوريا وقاتل إلى جانبها، قبل أن يعود إلى لبنان حيث أوقف وسجن ثلاث سنوات بتهم حيازة أسلحة والانتماء إلى تنظيم إرهابي، قبل أن يطلق سراحه منذ نحو أسبوعبن. ويجري التحقيق معه لمعرفة إن كان هو المحرّض الفعلي لأفراد المجموعة.
رئيس بلدية بقاعصفرين سعد طالب، أكد أنّ أبناء البلدة يريدون «معرفة حقيقة ما جرى، ومعاقبة المتورطين بالاعتداء والمحرضين عليه، لأن شكوكاً كبيرة تراودنا بشأن ما حصل، ولأننا في البلدة نرفض ما حصل بشدة، سواء أكان عملاً فردياً أم إرهابياً». وأوضح المختار ياسر زود أن «ما حصل فاجأنا وأصابنا بالصدمة، وجعل الخشية لدينا كبيرة خوفاً من وجود مشغلين يستغلون الشبان الصغار للقيام بأعمال لا نرضاها، وهي بعيدة عن عاداتنا وعن القانون».
هذه الصدمة جعلت أغلب أهالي بقاعصفرين يلتزمون الصمت ويفضلون عدم التحدث في الموضوع، خوفاً من شبهة الإرهاب التي ستصبغ البلدة، وتأثيرها سلباً على سمعتها كمركز اصطياف، في موازاة القلق من وجود خلايا أخرى لم تظهر بعد، الأمر الذي دفع والد أحد الموقوفين إلى القول لأحد مسؤولي استخبارات الجيش في المنطقة إنه «إذا كان ابني متورطاً فإنني أتبرأ منه».
وكانت مديرية التوجيه في الجيش قد أصدرت بياناً أوضحت فيه أنه «بنتيجة البحث والتقصي ومتابعة حادث الاعتداء على حاجز الجيش في محلة بقاعصفرين – الضنية بتاريخ 4/12/2016، الذي أدى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة آخر بجروح، تمكنت قوة من مديرية المخابرات ووحدات الجيش المنتشرة في المنطقة فجر اليوم (أمس) بعد تنفيذها عمليات دهم واسعة من توقيف جميع منفذي الاعتداء وهم: (أ.و)، (أ.ن)، (ز.ش)، (ب.ش)، كذلك ضبطت في الأحراج المجاورة الأسلحة الحربية المستعملة في الاعتداء المذكور. وسُلِّم الموقوفون مع المضبوطات للمرجع المختص لإجراء اللازم».