حظر جوي فوق شمال سوريا خلال سنة بقيادة عربية»
المشنوق: السعودية لن تخسر.. والحوار مع «حزب الله» قدر
إذا كان يُعرف عن لبنان، منذ تأسيسه، تأثره وتأثيره بما يدور من حوله، نظراً الى هشاشة تركيبته، فإنه يبدو في هذه المرحلة منكشفاً بالكامل على تطورات المنطقة، من سوريا الى اليمن، وما بينهما، لا سيما ان الحدود الجغرافية والسياسية بين الدول الساخنة، تلاشت تحت وطأة التحولات المتراكمة وهجمة القوى التكفيرية.
وهكذا، أرخت «عاصفة الحزم» بثقلها على الساحة الداخلية، وفعلت فعلها فيها، على إيقاع انقسام اللبنانيين بين متعاطف مع السعودية وحلفائها، ومناصر للحوثيين وإيران، حتى كادت بيروت المتحمسة تعلن عن «توأمتها» مع صنعاء وعدن!
وبينما يأمل الرئيس نبيه بري أن يكون السجال بين «حزب الله» و»تيار المستقبل» حول «عاصفة الحزم» قد وصل الى حده الأقصى، بعدما أدلى كل طرف بدلوه وأفاض بكل مكنوناته.. يقول وزير الداخلية نهاد المشنوق، كما ينقل عنه زواره، إن «حزب الله» هو الذي فتح المعركة السياسية في الداخل اللبناني حول المسألة اليمنية، وذهب فيها الى الحد الأقصى، «وبرغم ذلك، فإن الحوار معه سيستمر، ولن يخرج أحد منه».
ويشدد المشنوق على ان الحوار يبقى الخيار الوحيد، بل القدر الذي لا مفر منه، «وإذا كانت الظروف الحالية لا تسمح له بأن يتوصل الى نتائج نوعية، فإن ما يتحقق مهما كان متواضعاً او محدوداً يبقى مفيداً، وبالتأكيد يظل أفضل من انعدام الحوار»، لافتاً الانتباه الى انه وبرغم الانقسام الحاد حول خيارات وملفات إستراتيجية، لا تزال هناك مساحة ممكنة للكلام، تمتد من تشريع الضرورة الى الخطط الأمنية، مروراً بعمل الحكومة والتعيينات الأمنية والاستحقاق الرئاسي.
ويشيد المشنوق بسلوك الرئيس بري حيال الملف اليمني، لافتاً الانتباه الى أنه تصرف بحكمة وذكاء، وحيّد نفسه، محتفظاً باحتياط إستراتيجي للطائفة الشيعية.
ويشير المشنوق الى ان خطابه الشهير، المرتفع اللهجة، في فندق فينيسيا، كان موجهاً ضد القيادة الإيرانية بشكل أساسي، مع بعض الأسئلة المشروعة الموجهة الى جمهور «حزب الله» والذي خاطبته بـ «أهلنا».
ويعتبر المشنوق انه ليس هو الذي تغير، كما استنتج البعض من خطاب الـ «فينيسيا»، بل إن المنطقة كلها دخلت في طور جديد مع تطور الوضع في اليمن، واضطرار السعودية وحلفائها الى إطلاق «عاصفة الحزم» في مواجهة المد الإيراني، متسائلا: هل توقف الأمر على خطابي.. ماذا عن مواقف الآخرين التي تجاوزت كل السقوف؟ ويضيف مبتسماً: لقد اصبحت الأزمة تحوم حول قبر الرسول، فهل يجوز أن ينتقدني البعض على نبرة حادة في هذا الخطاب أو ذاك؟
ويشدد المشنوق على ان «عاصفة الحزم» سمحت للنظام العربي بأن يستعيد المبادرة الهجومية، للمرة الاولى منذ الدخول الأميركي الى العراق وسقوط بغداد، بعدما كانت إيران قد استفادت من غياب الدور العربي لتوسيع نفوذها في المنطقة.
ويجزم وزير الداخلية بأن السعودية لن تخسر حرب اليمن، وأن إيران لا يمكنها أن تربحها، مشدداً على ان الرياض تحظى بشبه إجماع عربي ودولي، «وهي تملك النَفَس الطويل والقدرة على الصبر في هذه المواجهة، الى حين إلزام الحوثيين بالعودة الى طاولة الحوار، والانخراط في العملية السياسية».
ويرى المشنوق أن طهران ارتكبت الخطأ ذاته الذي ارتكبه صدام حسين عندما اجتاح كل الكويت، في حين انه لو سيطر فقط على المناطق المختلف عليها لكان ربما لا يزال في السلطة، مشيراً الى أن إيران بدورها ذهبت الى باب المندب وهددت الأمن العالمي، وهو الأمر الذي لم يكن ممكناً احتماله.
ويشير وزير الداخلية الى ان الخطاب الإيراني المستخدم ضد السعودية، بعد «عاصفة الحزم»، غير مسبوق من حيث حدته، معرباً عن اعتقاده بأن خطاباً من هذا النوع لا يعكس الثقة في تحقيق النصر، كما يروج الإيرانيون وحلفاؤهم، وبالتالي فإن طهران ستكون مضطرة في نهاية المطاف الى الدخول في تسوية، تضمن التوازن في المنطقة، على اساس مفاهيم مشتركة.
ويؤكد المشنوق ان مفاعيل عاصفة الحزم ستقود خلال سنة الى فرض منطقة حظر جوي في شمال سوريا، متوقعاً أن تتم هذه العملية بقيادة عربية، بقوة دفع من المناخ الجديد الذي أفرزته عاصفة التحالف، ومشيراً الى ان الهدف سيكون الإتيان ببشار الأسد الى طاولة المفاوضات.