ترتدي زيارة الأمين العام للامم المتحدة بان كي- مون للبنان الأسبوع المقبل أهمية خاصة لأنها تأتي فيما تشهد المنطقة تطورات متسارعة لم تكن ملحوظة على جدول أعمال محادثاته، وتحديدا لجهة تفقد مخيمات اللاجئين السوريين في عدد من الدول التي تستضيفهم، وفي مقدمها لبنان والاردن. كما يبدو ان الجهود التي يبذلها الممثل الاممي الى سوريا ستافان دو ميستورا لإطلاق التفاوض في جنيف بين وفدي النظام برئاسة السفير بشار الجعفري والمعارضة السورية برئاسة العميد أسعد الزعبي قد نجحت. وقال الجعفري إن إقرار المبادىء التي ناقشناها مع دو ميستورا سيؤدي الى حوار سوري – سوري قد ينجح أو هو في طريقه اليه، ولم يكن الزعبي بعيدا عن طبيعة الحوار المباشر بين الوفدين. وأتى ذلك في ضوء المعلومات الإيجابية التي حملتها بعض وسائل الإعلام عصر أمس الجمعة، على الرغم من الخروق التي تصيب اتفاق وقف الأعمال العدائية.
وأفاد مصدر ديبلوماسي “النهار” أن أعلى مسؤول أممي سيزور بيروت في 24 من الشهر الجاري لمدة 48 ساعة، وسط إجراءات أمنية استثنائية، وقبل نهاية ولايته، وستكون الزيارة الخامسة له منذ توليه مهماته، وكانت الاولى في29/3/2007 وفي 15 تشرين الثاني من السنة نفسها، وفي 16/1/2009 و13/1/2012. وهو ثاني زائر أجنبي رفيع بعد زيارة الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي فيديركا موغريني الاثنين المقبل، والتي تلتقي عددا من المسؤولين وتطلع على أوضاع اللاجئين السوريين في مخيم غير رسمي يؤويهم ومدرسة رسمية تعلم التلامذة في بلدة بر الياس البقاعية.
وقال المصدر إن برنامج بان يتناول لقاءات مع المسؤولين، وستركز المحادثات على انتخاب رئيس للجمهورية بسرعة وتسليح الجيش والدعوة الى التخلي عن أي سلاح حزبي، والمناخ الايجابي الجديد لمفاوضات السلام في محاولة إيجاد حل سياسي للازمة السورية وأزمة اللاجئين، والثناء على الاستضافة الرسمية والشعبية، وتأكيد ضرورة مساعدتهم ومساعدة الحكومة اللبنانية على ذلك، وحض منظمي مؤتمر لندن الأخير للاجئين على تحديد المبالغ المطلوبة للبنان للقيام بهذه المهمة.
ولفت الى الأهمية التي يوليها بان للجيش اللبناني وللمهمات التي يقوم بها، سواء في مواجهته العسكرية لمسلحي “داعش” على جبهة عرسال، أو صدّ المواجهات العديدة التي يتعرّض لها في شكل شبه يومي، إضافة الى قدرته على تفكيك الخلايا الإرهابية للتنظيم ولسواه، ومنع أي من المسلحين التابعين له من اجتياز الحدود البرية الطويلة بين البلدين. وسيترجم بان ذلك بزيارة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل في مكتبه في اليرزة، كما سيجتمع الى قائد الجيش العماد جان قهوجي ويتناول طعام الغداء في اليرزة لاستكمال المحادثات والاطلاع على وضع السلاح المتوافر لدى القوات المسلحة وحاجاته التي كبرت بعد تجميد الهبة السعودية. وسيؤكد عزمه على إجراء اتصالات بالدول التي كانت قد وعدت في إطار “المجموعة الدولية لدعم لبنان” بأسلحة وتدريب وأمور لوجيستية.