خيّب مجلس النواب أمس مرة جديدة آمال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون عشية وصوله اليوم الخميس الى بيروت، في تأمين النصاب القانوني لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو الذي سبق أن زارها مرات منذ تسلمه مهمات الأمانة العامة. والأهم بالنسبة ْالى المسؤول الأممي كما أشار في تقاريره الى مجلس الأمن أن انتخاب رئيس للبلاد يعيد الحياة الى المؤسسات المشلولة كمجلس النواب، والى الاستثمارات والتجارة والسياحة. إلا أن الجلسات الـ37 التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس للبلاد فشلت في أداء المطلوب منها. إلا أن ذلك لن يمنعه من تجديد مطالبته بمناقشة هذه الأزمة المثبتة بندا في جدول محادثاته مع المسؤولين الذين سيلتقيهم اليوم الخميس، ولا سيما مع كل من الرئيسين بري وتمام سلام.
ولعل ما يميّز زيارة بان عن سابقاتها الأربع هو تزامن وجوده في بيروت مع كل من رئيس البنك الدولي جيم يونغ – كيم ومدير البنك الإسلامي أحمد محمد المدني من أجل رفع نسبة المساعدات للاجئين السوريين في لبنان عن طريق تمويل مشاريع تستفيد منها الدولة واللاجئ وتوفّر له حالة أمان لتأمين معيشته. وستدرس هذه المشاريع وما تستوجبه من أموال في اجتماع موسع يعقد عصر اليوم في السرايا برئاسة سلام وبان لاستخلاص ما يمكن تنفيذه من مشاريع أعدها وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس بصفة المنسق بين الوزارات المعنية واللجنة التي انبثقت من مؤتمر لندن للاجئين، تمهيدا للتفاهم عليها. وكان اجتماع تحضيري قد ترأسه سلام عصر أمس في حضور درباس ووزير التربية الياس بو صعب وسفراء الدول المانحة من عربية وغربية. وعلمت “النهار” أن كلفة المشاريع المقدرة لسنة 2016 هي ملياران ونصف مليار دولار، وكلفة السنوات الخمس المقبلة هي 10 مليارات.
والجديد في زيارة بان أيضا هو أنه سيتفقد مخيما للاجئين السوريين وآخر للفلسطينيين في نهر البارد، وسيستمع الى طلب سلام بأن تعيد “الاونروا” النظر في تجميد قرارها تقليص التعويضات التي كانت تعطى للاجئ.
واللافت أيضا هو تخصيص بان زيارة لوزارة الدفاع الوطني عند الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم، حيث سيقابل الوزير سمير مقبل ويطلع من قائد الجيش على سير تنفيذ القرار 1701 وعلى الجبهة المفتوحة مع عرسال والأسلحة المطلوبة لوحدات الجيش بعد تجميد الهبة السعودية.
وأكدت المصادر أن موضوعين أضيفا الى جدول المحادثات لم يلحظا لدى تحديد موعد الزيارة، هما نجاح الممثل الاممي الى سوريا ستافان دو ميستورا في جعل ممثلي النظام والمعارضة يتبادلون الآراء. وسيتم التركيز على أهمية ديمومة المفاوضات وتحويلها الى مباشرة وضرورة انضمام لبنان اليها لمعالجة ملف اللاجئين ورفض أي شكل من اشكال التوطين.
أما الموضوع الثاني فهو الإرهاب، ولا سيما المخاطر على أمن المطارات في العالم، بعدما ضرب “داعش” ضربته في مطار بروكسيل الثلثاء، والتشديد على تقوية اجهزة مكافحة الارهاب.