IMLebanon

بان كي – مون و”أبو ملحم”!

هل تتذكرون مسرحيات “أبو ملحم” التي تابعها اللبنانيون في بدايات شركة التلفزيون اللبنانية”، وما الفارق بين “أبو ملحم” وبان كي – مون الامين العام للامم المتحدة؟

عملياً “أبو ملحم” كان أنجح من بان الكوري الجنوبي الدمث والمهذب والذي يتحدث على استحياء ولو فجر في وجهه وليد المعلم في جنيف”، “أبو ملحم” كان يحل مشاكل الضيعة لكن بان عجز عن معالجة مشكلة واحدة، ليس لتقصير عنده وفيه بل لعجز وشلل منظمة الامم المتحدة، التي تحولت حائط مبكى لكثير من الدول التي تصدق ان للشرعية الدولية كلمتها وقرارها!

لن أتحدث عن عشرات القرارات التي اتخذتها المنظمة في شأن قضية فلسطين مثلاً، ولكن من الضروري ان أتوقف أمام هؤلاء التعساء الذين نسميهم المبعوثين الأمميّن وقد تكاثروا وتتابعوا وتوارثوا الفشل على مسرح الحروب المتفجرة في الدول العربية!

هل تتذكرون الجنرال النروجي روبرت مود قائد المراقبين الدوليين في سوريا وكيف فشل بعد هروب المراقبين العرب لتكر السلسلة من بعده، فلست أدري ما الذي ذكّرهم بكوفي أنان فنفضوا عنه الغبار وأرسلوه الى دمشق مع نقاطه الست التي ماتت في جيبه ربما لأنها لمحت الى عملية الانتقال السياسي التي يكرهها الرفيق سيرغي لافروف!

وما الذي دفعهم الى توريط الأخضر الابرهيمي ليخلف أنان بعد استقالته، وما الذي جعل الابرهيمي يختار تلك النهاية المحزنة لتاريخه الديبلوماسي المشرق، وهو الذي قال بداية إنها “مهمة مستحيلة”، لكنه فور وصوله اضطر الى الانتظار تسعة أيام في القاهرة ليحدد له بشار الاسد موعداً، ثم انتهى مثل كوفي أنان مثقلاً بالاتهامات التي وجهها اليه النظام السوري لمجرد تلميحه الى عملية الانتقال السياسي.

والآن هل يعرف أحد أين يسيح ستيفان دو ميستورا الذي خلف الابرهيمي وبدأ مهمته على طريقة يا حصرماً رأيته في حلب، فاحترقت حلب ولا يزال يلوّح بخريطة وقف النار فيها!

واذا انتقلنا الى اليمن السعيد نسأل ماذا فعل المبعوث الأممي جمال بن عمر الذي لم يعمل على تطبيق “الحل الخليجي” الذي أقرته الأمم المتحدة، لكنه ماشى مندرجات الانقلاب الحوثي في آخر أيام مهمته الملتبسة، وماذا يفعل الآن خلفه ولد الشيخ أحمد الذي يحار بين وساطة عُمانية تدور من وراء ظهره ووساطة أممية في جنيف وقرار مجلس الامن رقم 2216 الذي لم ينفذه الحوثيون؟

وهل ننسى المبعوث الأممي الآخر برناردينو ليون الذي يحاول عبثاً في ليبيا وقد “طلع دينه” ولم يستطع ان يحل عقدة واحدة… لكن المشكلة ليست في المبعوثين المساكين بل في الامم المتحدة المنظمة المفلسة التي تحوّلت حلبة ملاكمة بين أميركا وروسيا لا يستطيع بان حتى أن يكون حكماً فيها!