IMLebanon

بان كي مون في الشمال لا يعبّر عن الــــقلق: دهشة ووعود

اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بتصريح يتيم أدلى به أمس خلال زيارته مدينة طرابلس ومخيم نهر البارد، حيث افتتح مركزاً لوزارة الشؤون الاجتماعية في محلة القبة بالمدينة، وتفقد أحوال اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين فيها.

وكان لافتاً أنها من المرات القليلة التي لا يعبر فيها مون عن «قلقه» في تصريحاته، بل اكتفى بالتعبير عن دهشته مما عاينه في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين. رحلة بان بدت أشبه بجولة سياحية لشخص لا يملك إلا الوعود يقدمها لمستقبليه.

ثلاث محطات سريعة توقف فيها بان في الشمال. عند مدخل عكار الجنوبي، دخل الأمين العام للأمم المتحدة مخيم نهر البارد صباحاً، بعدما نقلته من بيروت طوافة تابعة للأمم المتحدة، ترافقها طوافتان تابعتان للجيش اللبناني، إلى مطار القليعات. ومن المطار، انتقل موكبه براً إلى المخيم، في زيارة حددت مدتها سلفاً بـ20 دقيقة فقط.

في المخيم، التقى بان كي مون سفيرَ فلسطين في لبنان أشرف دبور ووفداً يمثل الفصائل الفلسطينية، في مدرسة. ومن على سطحها، شاهد المخيم، ولافتةً موقعة من الأهالي، تخبره بأن 60 في المئة من المخيم لا يزال مدمراً، بعد أكثر من 8 سنوات على انتهاء الحرب فيه. وذكّرته سيدة، باكيةً، مع أبنائها الصغار بأنها لا تزال مهجرة داخل المخيم الذي تهجّر أهلها إليه من فلسطين. عبّر عن تأثره لدموع السيدة، قائلاً إن «هذه الدموع ستكون حافزاً من أجل حثّ الدول المانحة على تمويل إعادة إعمار المخيم». هذا كل ما حمله الرجل الآتي من نيويورك هو «وعد بالحث»! لا المخيم سيعمّر من جديد على يديه، ولا هو يحمل حلاً للأزمة المالية التي تعانيها منظمة الأونروا التي قلّصت خدماتها للاجئين الفلسطينيين.

وبعد مغادرته المخيم، توقف بان ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس البنك الإسلامي أحمد محمد علي مدني مع وفد أممي كبير، في مخيمات النازحين السوريين العشوائية في بلدة بحنين ــ المنية بجوار نهر البارد. ثم انتقل إلى القبة بطرابلس، حيث افتتح مركزاً للشؤون الاجتماعية بحضور الوزير رشيد درباس. أما المحطة الأخيرة، فكانت في حارة التنك في الميناء، التي تضم خليطاً واسعاً من الفقراء والنازحين من لبنان وسوريا. وهناك عاين أوضاع النازحين السوريين، عبر عائلتين شكا أفرادهما له معاناتهم، مطالبين بالمساعدة والدعم. لكن كبير موظفي الأمم المتحدة لم يدخل أزقة الحارة، إنما توقف عند أحد مداخلها لجهة البحر، وسط حشد من الأهالي والأمنيين، من غير أن يدلي بأي تصريح، قبل أن يقفل عائداً إلى بيروت بطوافة.