Site icon IMLebanon

إفلاس

يبدو أنّ عملية «عاصفة الحزم» التي قامت بها المملكة العربية السعودية في اليمن هي بمثابة القرار التاريخي الذي أوقف مشروع ولاية الفقيه الذي كان يتباهى بأنه يسيطر على 4 عواصم (بلدان) عربية هي سوريا والعراق ولبنان واليمن، إضافة الى المليارات التي أنفقتها إيران وحرمت منها شعبها الذي يعاني من ضيق الوضع الاقتصادي الصعب، إذ أنه وبعد مرور أكثر من عشر سنوات لا تزال البيوت، التي تهدمت جراء الزلزال الذي ضرب إيران، لغاية اليوم لم ترمم… يحدث هذا في الوقت الذي أنفقت إيران على مشروعها، مشروع ولاية الفقيه، نحو 70 مليار دولار على «حزب الله» رواتب وسلاحاً وذخائر الخ…

من هذا الواقع نرى الهجوم على المملكة العربية السعودية وعلى دول مجلس التعاون الخليجي.

هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإنّ تعثّر، لا بل سقوط المشروع الايراني في سوريا وقول آية الله خامنئي إنّه إذا سقطت دمشق ستسقط طهران، يبدو أنّ السقوط الثاني للمشروع الايراني قد أفقد القيادة الايرانية وجماعاتها في لبنان هدوءهم وصاروا في شبه جنون إذ لم يبقَ مسؤول كبير أو صغير إلاّ ويحاول أن يتهجم على المملكة العربية السعودية، وهذا تأكيد على سقوط مشروع ولاية الفقيه.

وإذا نظرنا الى الوضع في روسيا التي حاولت إنقاذ نظام بشار الأسد ولكن بشروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نتوقف عند ما أعلنه أمس بالذات ان اليوم (الثلاثاء) سيبدأ بسحب القوات الروسية «ذات التأثير»، خصوصاً الطيران الروسي، من سوريا، لأنّ الرئيس بوتين يدرك معنى الحرب في سوريا وكلفتها التي ستفلّس روسيا مقابل حفظ نظام الأسد… طبعاً بوتين لن يقبل أن يضحّي بمصالحه مقابل إنقاذ الأسد، وسوف يتبيّـن خلال الأيام المقبلة أنّ روسيا اتخذت هذا القرار لأنها أدركت أنّ إنقاذ هذا النظام الساقط أصلاً شعبياً بات مستحيلاً، إذ أنّ الشعب السوري لن يقبل، في أي ظرف، القبول ببقاء الأسد.

إنّ الأيام المقبلة كفيلة بأن تؤكد أنّ إنقاذ بشار الأسد من قِبَل بوتين كان موقتاً، وأنّ روسيا تتطلع الى مصالحها التي ستكون طبعاً مع الشعب السوري المعارض الذي يمثل 80٪ وأكثر من السوريين على جميع الأوجه.

قد يكون من المبكر الحديث عن تأثير القرار الروسي ولكن من يعرف ما يجري داخل سوريا يدرك أنّ القرار الروسي جاء بعد اقتناع روسيا بأنّ مصلحتها مع العالم العربي أهم بكثير من مصلحتها مع نظام ساقط.