Site icon IMLebanon

أفلسنا بعونه تعالى

 

 

بمزيد من الأسى واللوعة أعلن نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعادة الشامي “إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي”. لم يأخذ الشامي في الإعتبار ما يمكن استرجاعه عن طريق المدعية العامة في جبل لبنان غادة عون من أموال خرجت ولم تعد. ولا أحصى ثروات لبنان الظاهرة والخفية. ولا توقف أمام تصريحات الرئيس السرمدي نبيه بري المطمئنة. تسرّع سعادة في التوصيف وجرّب أن يرقع الكلام المجتزأ. في أي حال كيف تفلس دولة، وفيها مؤسسة مالية كـ”القرض الحسن” قادرة أن تقرض الدولة من دون فائدة؟

 

كيف تفلس الدولة وفيها كل دماغ “بيسوى تقلو دهب”؟

 

كيف تفلس دولة رائدة في صناعة الكبتاغون وتصديره؟

 

كيف تفلس دولة وقد وضعها السيد الرئيس ميشال عون على خارطة الدول النفطية. وإن “لحّق ورابت” الخارطة خذ على غاز وكاز يا سعادة؟

 

كيف تفلس دولة وفيها موارد سياحية تدرّ على الخزينة ملايين الدولارات مثل سد المسيلحة. بعد الإفتتاح الرسمي مع مناصري التيّار، بدأ الأوروبيون يتوافدون بالآلاف لممارسة أنشطة رياضية كسباقات القوارب الشراعية وغير الشراعية، والغطس في أعماق بحيرة السد لاصطياد أسماك الحنكليس. في المسيلحة فرصة للأولاد بأحلى مشوار على الحسكة. المسيلحة الوجهة البديلة لأورو ديزني.

 

كيف تفلس دولة وبين رجال أعمالها نوح زعيتر قدوة للتفوق وللأعمال الرائدة؟

 

كيف تفلس دولة وهي تملك 287 طنّاً من الذهب في خزائن المصرف المركزي وأميركا؟

 

كيف تفلس دولة ويفلس مواطنوها وهي تملك نظام حماية إجتماعية كان قبل هكتور ويبقى بعده، مضرب مثل.

 

كيف تفلس دولة وقد اتبعت أساليب الإنفاق الرشيد على قطاع الكهرباء وعلى دعم السلع الأساسية الضرورية بعد إقفال كل أبواب التهريب بقاعاً وشمالاً وبحراً وجوّاً؟

 

كيف تفلس دولة فيها من مخزون الرياء ما يكفي آلاف الإنتهازيين؟

 

كيف تفلس دولة ولديها مخزون استراتيجي من الكرامة والعنفوان؟

 

كيف تفلس دولة وفيها صناعة مسيّرات مزدهرة وتدرّ على البلد عملة صعبة؟

 

كيف تفلس دولة، وهي الأكثر نشاطاً في مجال طباعة العملة الوطنية؟

 

كيف تفلس دولة، إن حلّت في المرتبة الأخيرة بحسب تصنيفات الدول السعيدة، فهي حتماً الأولى في تصنيف السعدنة متقدمة على فنزويلا بأشواط.

 

كيف تفلس دولة وليس فيها مرتشٍ واحد وفاسدٍ واحد معروف بالاسم؟

 

كيف تفلس دولة قوية في عهد قوي لم يعرف لبنان مثله من أيام شارل دباس؟

 

لنفترض – وبعض الإفتراض إثم – أن الدولة نفّست وأفلست فمن تقترح كوكيل تفليسة أيها الرفيق سعادة؟