IMLebanon

باربرا ليف… سلّة مطالب وملاحظات 

 

«اشتدي ازمة تنفرجي»، تحت هذا العنوان يمكن وضع ما حصل في المجلس النيابي، بما تخلله من خطاب وتعابير فاقعة، لا تخرج عن منطق التجييش الذي فعل فعله في الشارع المسيحي عن سوء تقدير من قبل البعض، مع تغيير الساعة التي غيرت من التقييم في «الشرقية»، واعطت دفعا معنويا للشارع المسيحي، الذي احبط نتيجة ادارة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، قبل ان ينتفض ويحقق مكسبا شكليا انما معبرا، وهو ما دفع بالاستيذ والبيك الى التحرك لنزع الفتيلين.

 

وفيما لا تزال الاجواء السياسية في البلاد مشحونة ومتوترة بفعل التصعيد الطائفي والمذهبي، انتهت الزيارة الاولى لمساعدة وزير الخارجية الاميركية الى بيروت باربرا ليف، «عالسكت» نتيجة اشتباك الساعة، في وقت استمرت عملية البحث وجمع المعلومات حول ما بحثته الدبلوماسية الاميركية مع من التقتهم،خصوصا بعيدا عن الاعلام.

 

واضح ان الزيارة الاميركية شكلت «خرقا» للمناخ الداخلي، إذ جاءت في سياق المناخ الجديد في المنطقة ،وآفاق المرحلة اقليميا ودوليا ولا سيما رؤية واشنطن للاتفاق الايراني – السعودي، والسعودي – السوري وموقفها منهما، والدخول الصيني على خط احلال السلام بين روسيا واوكرانيا، الا انها لن تحجب مضاعفات الخلل السياسي الداخلي الذي لم تظهر بعد أي ملامح جدية لمعالجته.

 

ففي ظل المراوحة السياسية السلبية، والحملة التي قرر محور الممانعة شنها ضد «صهر الرابية» وباشر بها، وعلى وقع التحذيرات القوية التي اطلقها صندوق النقد الدولي، عشية «فضيحة الساعة» وجولة البيك الباريسية، وما رافق ذلك من خفايا وكواليس، انجزت «ليف» مهمتها في بيروت ، موصلة الرسائل الى من يعنيهم الامر.

 

وفي هذا الاطار تحدثت اوساط واكبت الزيارة عن بعد، عن جملة ملفات تناولتها مع من التقتهم تمحورت حول:

 

-عدم الرضى الدولي عن مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي والاجراءات المبتورة التي اتخذتها الطبقة الحاكمة، بما يخدم مصالحها الخاصة، موضحة انه «هيك مش ماشي الحال»، «ناعية» اي اتفاق و»روحوا دبروا حالكم»، كما يردد احد من التقتهم، مشيرا الى انها ناقشت بالتفاصيل هذا الموضوع الذي احتل صدارة اهتمامها.علما انها كان سبق وابلغت المعنيين منذ اسابيع رفض واشنطن لاقرار قانون «الكابيتال كونترول» وفقا للصيغة التي خلص النواب اليها.

 

-تشديدها على ضرورة الهدوء على الجبهة الجنوبية، ملمحة الى امكانية مناقشة ترسيم الحدود البرية مع «اسرائيل»، مقدمة ضمانات بعدم تعرض لبنان لاي هجمة اسرائيلية في حال قررت تل ابيب الهروب الى الامام من ازمتها الداخلية.

 

-في ملف رئاسة الجمهورية، كانت واضحة تماما بان ما يهم المجتمع الدولي هو المشروع وخطة الحكم للسنوات الست القادمة اكثر منه اسم الشخص، معتبرة ان الاسم شان لبناني على الاطراف الاتفاق حوله، محذرة من ان استمرار الشغور سيؤدي الى عواقب وخيمة.

 

– تأكيدها على الدعم الكامل للجيش والاجهزة الامنية اللبنانية، بعيدا عن الحسابات السياسية في هذا الموضوع وعن الاشخاص، باعتبار هذا الدعم يرتبط بالمؤسسات الشرعية.

 

وحول الاتفاق السعودي – السوري ،ابلغت احد محاوريها بان ما حصل لا يعني ابدا تسليم لبنان لدمشق، انما ثمة مجموعة من الملفات تحتاج الى المساعدة السورية لحلها، مشددة على ان الموقف الاميركي مبدئي في هذا الخصوص، وكذلك في مسالة الملف الايراني-السعودي.

 

وختمت الاوساط بالتاكيد ان الموقف الاميركي يظهر ان واشنطن مهتمة بالملف اللبناني، وان اي مساومة لن تكون على حساب لبنان، انما المطلوب من اللبنانيين ان يكونوا اكثر حرصا والاستفادة من الظروف الاقليمية والدولية،محملة الشعب اللبناني جزءا من المسؤولية، كونه سلم بالامر الواقع، ملمحة الى انه على الشعب ان يظهر للعالم انه غير راض عما يجري، وعندها بالتاكيد سيكون العالم الحر الى جانب اللبنانيين، وهو ما يحصل راهنا من خلال الدعم والمساعدات التي تقدم.