IMLebanon

الهمجية والديمقراطية!

اكتشفوا في فرنسا وسواها الحقيقة.

ومفادها ان العنف بات في موازاة السلم.

وان الارهاب يضارع المباهاة.

مع انهم أدركوا سابقاً، ان الشر أفعل وأمضى سلاحاً من الخير!!

بعد عملية الارهاب، التي اجتاحت مجلة شارلي ايبدو الفرنسية أصابت الصدمة فرنسا وأوروبا.

وهتف الرئيس الفرنسي هولاند:

لا شيء يمنعنا من المواجهة.

ولا شيء يمكن أن يجعلنا ننحني.

وهنا تكمن المصيبة!

قبل أربعة عشر عاماً، هاجم مثقفون الولايات المتحدة الأميركية.

اقتحموا الطائرات وخطفوها في الأجواء.

وشاهدها العالم كله، عبر التلفزيونات، في قبضة الارهاب.

واستطاع مثقفون خطفهم التعصّب الى عالمهم.

ودفعهم الى تدمير معالم أساسية، في العاصمة الأميركية.

بجعل أكبر ناطحتي سحاب في العاصمة الاقتصادية للعالم، تتداعيان على أديم نيويورك.

عندما ظهرت داعش تجاهل الرئيس هولاند أخطارها.

وأصاب الاغضاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، في صميم عواطفه.

ولم يدرك أحد خطرها، إلاّ بعد هجومها على أربيل.

لماذا؟

لأن في كردستان العراقية، رجال أعمال أميركيين.

وازداد هلع الرئيس أوباما اثر مشاهدة داعشيين يذبحون أميركيين، وبريطانيين، على مرأى من العالم تليفزيونياً.

حصيلة المجزرة الفرنسية بلغت ١٢ من كبار روّاد الفن والحرية.

شهداء السخرية وهي آخر معاقل النبوغ الحضاري، أصيبوا بخيبة أمل قاسية.

الغرب، الحريص على الحرية.

وفرنسا المولعة بالديمقراطية.

هل تكفي دعوة أنصار ساركوزي الى التظاهر اليوم، ضد الهجوم على مجلة شارلي ايبدو، لوقف المؤامرة على التعقّل؟

لقد اكتشف العالم ان عناصر الارهاب مدرّبة، بعد جريمة باريس.

الحرية، لا تكون حمايتها إلاّ بمنع العدوان عليها.

والدفاع عنها، باحترام الرأي الآخر!

ليس بالحقد والرعونة، تكون الحرية.

وليس بالحقد، من أي جهة أتى تسلم الديمقراطية.

وبقدر ما يدين الجميع، الهجوم على شارلي ايبدو، فان العالم كله يدين التعرّض للأديان أيضاً.

الانفعال والتعصّب والجهل أسلحة تختلف أسلوباً، لكنها في النتيجة واحد!