اهمية تواصل حزب الله مع المرجعيات الدينية من دار الفتوى ولقاء المفتي دريان وكذلك زيارة المفتي قباني، والتواصل مع المرجعيات الدينية الاخرى كلها ضرورية وتصب في خانة توحيد الموقف الاسلامي ومن ثم الوطني ضد التكفير الذي يجتاح المنطقة العربية والاسلامية ويصيب الجميع، على حدّ قول مصادر في
8 آذار، التي تؤكد ان الاجواء التي تسود المنطقة كما قال رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد ابراهيم امين السيد تفرض نفسها على الحديث وتبادل الرأي ولكن الحقيقة الواقعية ان الكرة في ملعب دار الفتوى وتيار المستقبل ومختلف رجال الدين في الطائفة السنية، كون الذين يتصدرون الارهاب هم من «المسلمين» السنة ويقدمون الدين الاسلامي بأبشع ما يمكن ان يقدم اي فكر يعتدي على الانسانية. وربما ما قاله وزير الداخلية نهاد المشنوق في هذا الاطار يوضح الفكرة التي تنطبق على اي مكان في العالم اذ من غير المقبول تحت راية كتب عليها «لا اله الا الله» يصار الى الذبح والاعتداء والقتل والسبي والتهجير والتهديم ومن ثم يقال مقدسة.
واكدت مصادر اسلامية، ان القضية كبيرة ومطلوب من حزب الله ودار الفتوى والمجلس الشيعي وتيار المستقبل وحركة امل وكذلك الازهر في مصر ومن المرجعيات الاسلامية، ان تتقدم صفوف اللقاءات المكثفة والحوارات العلنية واشراك المجتمع المدني واشراك الشباب المسلم بالتحديد في هذه اللقاءات العامة والخاصة، واشارت الى ان على المسلمين السنة من مختلف الاتجاهات المعتدلة والتيارات الفكرية والمذهبية ان يتقدموا الصفوف كون ما يجري كله تحت عنوان اهل السُنة وهو معروف انه تحريف للسنة وللشيعة وللجميع. لكن كون ما يجري في الدول العربية وآسيا وافريقيا تحت راية الاسلام السياسي السني فالاولى كما يقضي العقل ان ينهض اهل السنة والجماعة للدفاع عن صورتهم التي يجري تشويهها وسوف يقف معهم المسلمون الآخرون بل والمسيحيون وباقي الاديان السماوية السمحاء.
وتقول المصادر الاسلامية وهي تعمل في لجان الحوار والتقريب بين المذاهب وهم من مختلف الطوائف، ان المجاملات في هذا الموضوع لم تعد كافية والمواقف الاعلامية على المنابر لم تعد تجدي، اذ لا يمكن اعلان مواقف ضد التكفيريين والتكفير ومن ثم تأمين التغطيات السياسية لمن يأويهم ويمولهم ويمنحهم الاستشفاء والمال والرجال والنساء ويفتح امامهم الاودية والطرق والسهول والبيع والشراء وكل انواع التجارة.
بالطبع هذه المهمة مسؤولية اسلامية واخلاقية وانسانية ووطنية والاجدى ان تنطلق من لبنان، تضيف المصادر، لأنه البلد الذي لا تستطيع قوى التكفير من اي جهة جاءت ان تعبث فيه او تغيّر وجهته التعايشية مهما سمعنا من صراخ وكلام ومواقف او خطف او قتل، فالتعدد في لبنان يظهر كنعمة ومناعة لبنانية وبالتالي اي فئة تخرج عن هذا التعايش الوطني سوف تجد ان الجميع يقف بوجهها ويسقطها ويجعلها خارج الاجتماع السياسي اللبناني.
كما ان هذا الطرح الجدي والعملي بعيدا عن مواقف المنابر، يحتاج وبحسب المصادر الى موازنة وهنا يستحق من الجميع دفع الموازنات، بدل اسرافها هنا وهناك وعلى اصوات النشاز والابواق التي لم تقدم ولم تؤخر بالرأي العام بل اصبحت هذه الاصوات منبوذة من قبل اللبنانيين لأي فريق انتموا ففرقة «الطبالة» التي كانت دائما حاضرة وتستفيد في كل الظروف والمناسبات والمراحل ويتبدل معظمها مع تبدل الشعارات من «وطنجية الى قومجية الى اسلمجية». وبالتالي الجميع اذا اراد ان يصفي النيات ويعمل بجدية، ان يضع الامكانيات في سبيل مواجهة التكفير الذي يجتاح العالم بأسم المسلمين السنة.
واكدت المصادر ان لا عمل جديا في لبنان في هذا السياق، وان الجميع، باستثناء بعض القوى الصادقة تسعى في هذا الاتجاه لكان وفق رؤيتها، اما الباقي الى اليوم فيتكلمون ولا يفعلون ولا يقومون بالامور العملانية، بدليل ما تشهده الساحات في طرابلس وعرسال واماكن اخرى وعلى بعض المنابر، اشارت الى ان
ان خطورة التيارات التكفيرية السنية لا يمكن مواجهتها بأشخاص المنابر المعهودة لدى مختلف التيارات في لبنان، وبالتالي ما يحتاجه لبنان ومنه محاولات الى العالم العربي شخصيات وكوادر، خصوصا ان مصر اليوم تتقدم صفوف مواجهة الفكر التكفيري من خلال الازهر وهذا الفكر التكفيري الوهابي، المعروف المنبع والتمويل والاهداف يحتاج الى الفكر الازهري السني فهل يقدم السنة في لبنان على الخطوة الاولى ام ان التزامات تيار المستقبل الوهابية تمنع عليه السير بهذا الاتجاه؟