الشعب السوري بأكمله، أسقط الرئيس بشار الأسد خلال 3 أيام، بحرب لا تشبه الحروب التقليدية. وعملية الإسقاط تمّت على أيدي أبطال الشعب السوري المسلم والمؤمن، ومعهم جميع الطوائف والمذاهب المسيحية والإسلامية وحتى العلويين.
للمناسبة، لم يكن كل العلويين مع بشار، بل العكس تماماً، فإنّ الكثيرين منهم كانوا ضدّه.. وأتذكر قول أحد المسؤولين يوم قال لي إنه يخاف أن يأخذ سيارته الى الساحل، لأنّ العصابات التي يؤلفها النظام، كانت مختصة بسرقة السيارات الحديثة والجميلة.
على كل حال، قد يقول البعض إنّ القائد أبو محمد الجولاني هو من «القاعدة»، وقد يقول آخرون إنّه من الإخوان المسلمين.
التهمة الأولى مرفوضة. فبمجرّد أن تُـجري معه محطة تلفزيون الـCNN الأميركية مقابلة، فإنّ هذا يعني أنه لا توجد علاقة بينه وبين تنظيم القاعدة.
للمناسبة، إنّ موضوع «القاعدة» في سوريا كذبة كبيرة أطلقها نظام الهارب بشار الأسد، حين أطلق سراح ألفي عنصر إسلامي متطرّف من السجون السورية، كما فعل أيضاً نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق الذي أطلق سراح ألفي عنصر من الإسلاميين المتطرّفين أيضاً. والاثنان، بشار والمالكي، أوحيا للناس أنهما يحاربان الإرهاب.. وهذه كذبة كبيرة استعملها النظامان لقتل الشعبين السوري والعراقي، اللذين كانا يطالبان النظام بإطلاق الحريات وإجراء انتخابات نيابية حرة، واتباع نظام يقوم على الحرية والديمقراطية، وإطلاق محطات تلفزيونية حرّة، وإطلاق الصحف والمجلات كي يعبّر الشعب عن حريته. لكنّ النظامين لا يمكن أن يتحمّلا وجود أي نظام حرّ، ولا يمكن أن يقبلا أن يحاسبا أمام الناس أو في المجلس النيابي أو في الحكومة.
على كل حال، وبالعودة الى «الجولاني» والتهمة الموجهة إليه بأنه من الإخوان المسلمين، فأريد هنا أن أسأل سؤالاً بسيطاً: إليْس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من جماعة الإخوان المسلمين… فأين المشكلة؟ إذا كان «الجولاني»، وكما هو ظاهر من خلال الإجراءات التي اتخذها تبيّـن أنه رجل عاقل، يريد أن يحكم الشعب البلد من خلال انتخابات نيابية حرّة ونزيهة، ويقرّر الشعب من هم ممثلوه. فما هو الضرر من ذلك؟
كذلك لو نظرنا الى تركيا.. فإنّ ما حققه الرئيس أردوغان خلال مسيرته الرئاسية منذ سنة عام 2014 حتى يومنا هذا، كان مفخرة لتركيا التي كانت دولة فاشلة.. وأصبحت من أهم الدول اقتصادياً وزراعياً وتجارياً وعسكرياً… إذ يكفي المطار الذي بناه الرئيس التركي والذي يعتبر من أكبر مطارات العالم. وفي عهد الرئيس أردوغان نُقلت تركيا من حالة ميؤوس منها بين الدول الأوروبية، إلى دولة عصرية متطوّرة صناعياً وزراعياً واقتصادياً وعلمياً.
«الجولاني» أو الشرع، على طريق بناء سوريا الحرّة المستقلة الديمقراطية.. لأنّ شعبها من أهم شعوب العالم.. وفي نظرة الى نجاحات رجالات سوريا في لبنان وفي العالم، يتبيّـن لنا أن السوريين هم الذين عمّروا لبنان، وجميع دول الخليج.. والسوري من أهم رجالات العالم مالياً واقتصادياً.
على كل حال، يكفي مفخرة أن هذه الثورة المجيدة لم تعتد على أي مواطن، لأنه علوي أو تابع للنظام… المهم أنها فتحت سوريا أمام 12 مليون مواطن سوري كانوا هاربين من الاغتيالات والقمع والقهر والتعدّي.
ستعود سوريا الى عهدها السابق.. وستكون من بين أهم الدول العربية، نظراً لحيوية ونشاط وقدرة الشعب السوري على العطاء.