IMLebanon

يا خبر بفلوس!

 

 

تغمر الفرحة قلوب الكثير من السوريين والعرب واللبنانيين بسقوط نظام إجرامي ظلامي مستبد، امتدّ على مدى أكثر من نصف قرن، منذ قام حافظ الأسد في 16 تشرين الثاني 1970 بما عُرف بالحركة التصحيحية بحزب البعث.

لقد عانى اللبنانيون من «ردع» ومجازر وقصف واضطهاد وقهر وظلم وتدخّلات وسرقات نظام أشقائهم وجيرانهم إلى أقصى الحدود، ويكفي أن سجلّ النظام السوري في لبنان مليء بالاغتيالات ومنها اغتيال قائد ومرجعية السُنّة الشهيد المفتي حسن خالد، واغتيال الشخصيات السياسية والفكرية البارزة وعلى رأسها الشهيد كمال جنبلاط (أهداه الشعب السوري أروع هدية في ذكرى عيد ميلاده). وهو نظام حافل بسجلّ التفجيرات ومنها مسجدا السلام والتقوى في طرابلس الفيحاء، وباعتقال وأسر وإخفاء العشرات، وكان ثمن الخلاص من وجودهم على الأراضي اللبنانية باهظاً للغاية ونتيجة لاغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري.

 

من المبكر معرفة كيف تمكّنت هذه الفسيفساء الواسعة من القوى المعارضة السورية المسلّحة، من التنسيق فيما بينها، ومن هو المايسترو الحقيقي الذي قاد أدائها، ونفّذ تحرّكها المدروس بعناية، والذي لا يُمكن أن يكون بأي شكل ابن الساعة، ومجرد ردّة فعل جارفة.

وسيكون هناك تساؤلات حول أحمد حسين الشرع (أبو محمد الجولاني)، وحول تساقط أحجار الدومينو حيث توالت انسحابات قوات النظام أمام تقدّم قوى المعارضة، دون أي اشتباك يُذكر، أو ضمن اشتباك محدود للغاية.

وطبعاً لإيران، وتركيا، وروسيا، والعراق، وحزب الله، والولايات المتحدة، وإسرائيل، الحصّة الأكبر من التساؤلات وعلامات الاستفهام.

ولماذا عادت الدول العربية إلى احتضان سوريا واستقبال بشار الأسد في القمة العربية، وهل حصل اتفاق ما وتمّ النكث به؟

وماذا عن صفقة خروج بشار الأسد وعائلته بسلام من هذه المعمعة؟

ولماذا «زمط» النظام السوري من الجزء الأول من «الربيع العربي»، وعاد و«زحط» في الجزء الثاني منه؟!

وماذا سيحصل لأيتام النظام السوري في لبنان، وأبواقه؟

وماذا سيحدث للنُصُب والتماثيل، ولأسماء بعض الساحات والمستديرات وتقاطعات الطرق في أرجاء لبنان؟

وأخيراً، وليس آخراً، كيف ستتبلور علاقات لبنان مع النظام الجديد بوجود هذا الكم من الشخصيات والتيارات السياسية الصديقة واللصيقة والعميلة للنظام البائد؟ وماذا ستفعل الدولة اللبنانية للتحقق جديّاً من وضع اللبنانيين المُختفين في سوريا؟

من النتائج الفورية لـ«تسونامي» سوريا، انكسار بنية «الهلال الشيعي»، وخروج سوريا من مشروع «الأيرنة» وتشيّع ولاية الفقيه، ووقف إمدادات السلاح والمواد لحزب لله، وقد يكون لارتدادات الزلزال آثار أخرى في المنطقة.

خلاصة الأمر فيما حدث: يُمهل ولا يُهمل … وفي انتظار المُستجدات، نكرر المثل الشعبي… «يا خبر بفلوس… بكرا بيصير ببلاش»!