هل يمكن الصلح والتطبيع مع نظام منخرط في المشروع والمعسكر الإيراني للنخاع، بحجة أنه نظام عربي، والانفتاح العربي عليه سيجعله يصحو من غفوته، ويَخرج من عثرته وتشرق عليه أنوار الوعي، وينتفض ضميره العربي الدفين تحت عمامات الخمينية الثقيلة؟
نظام بشار الأسد جزء من المحور الإيراني. وقد راهن بعض على أن الدور الروسي الراعي، بمعيّة عسكر الروس في اللاذقية والشرطة العسكرية الروسية الموجودة على الأرض، سيجعل بشاراً وجنرالاته وأسرته يجدون مخرجاً من القبضة الخمينية بشبكاتها السرطانية العقائدية (حزب الله اللبناني، والعصابات العراقية والأفغانية والباكستانية، وبقية الشذاذ من اليمن والبحرين حتى) وستجعل رأس النظام يقفز من المركب الإيراني الخميني.
الخيارات في المأساة السورية ليست بين جيد وسيئ. بل بين سيئ وأسوأ. وربما لم يكن من الغلط سياسياً (تجريب) بعض الدول العربية الانفتاح على النظام السوري بدرجة أو أخرى، لعل سدنة النظام السوري يجدون مخرج عبور عربي من الرهان الإيراني، إن كان صادقاً في عروبته كما يقول.
أقول، ربما، لكن من المهم التذكير بين فينة وأخرى بالثوابت الكبرى، وأهمها التي ذكَّرنا بها وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً، حين تطرق إلى أن حل الأزمة السورية مربوط بانسحاب إيران وعصاباتها من سوريا، وأن الحل السياسي هو المؤدي لانسحاب القوات الإيرانية وميليشياتها، مضيفاً في كلمته أمام مؤتمر المانحين لسوريا المنعقد في بروكسل، أن هناك إجماعاً على بدء العملية السياسية في سوريا بعد تشكيل اللجنة الدستورية.
أما بقاء بشار كشخص أو كنظام، أو رحيله فوراً أو بعد وقت انتقالي قليل، أو محاكمته ونظامه، فعلى جسامة ذلك وهوله، إلا أن بقاء سوريا محتلة من النظام الخميني، هو القضية الكبرى. شخصياً الحل الأخلاقي والعادل – بالنسبة لي – هو الذي لا يجعل القاتل الجماعي والمفرق لشعبه يفلت من العقاب هو ومن أعانه.