Site icon IMLebanon

ماذا بقي من سوريا ليحكمه بشار الأسد

 

 

لا نبالغ عندما نقول: ماذا بقي من سوريا؟ فالحقيقة التي تؤلمنا، هي أين كانت سوريا عندما تسلمها الرئيس بشار الأسد بعد وفاة والده الرئيس المميّز في تاريخ سوريا، أعني الرئيس حافظ الأسد الذي تميّز عهده منذ تسلمه الحكم بعد «الحركة التصحيحية» عام 1970 الى عام 2000 يوم وفاته في العاشر من حزيران أي 30 عاماً من حكمه لم تحلم سوريا باستقرار كمثل ما عاشته في عهد الرئيس حافظ الأسد، وهذا ما يقوله التاريخ حيث كانت سوريا معروفة بأنها بلد الانقلابات، فمن انقلاب الى آخر وأحياناً بسرعة غير متوقّعة.

 

الاستقرار الذي عاشته سوريا كان فقط في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.

 

لقد تسلم الرئيس بشار سوريا واحدة موحّدة، عدد سكانها 25 مليون مواطن ومواطنة، أما اليوم فقد أصبح عدد سكانها 12 مليوناً فقط، و12 مليوناً آخرين موزعين بين تركيا والأردن ولبنان ومصر وجميع بلاد العالم. منهم 4 ملايين فقط في تركيا، ومليون في لبنان. هذا أولاً.

 

ثانياً: كانت سوريا واحدة فأصبحت اليوم خمسة أقسام:

 

– سوريا التركية

 

– سوريا الاميركية

 

– سوريا الحزب (حزب الله)

 

– سوريا إيران

 

– سوريا الميليشيات الشيعية الأخرى.

 

ثالثاً: سوريا الغنيّة بالنفط والزراعة أصبحت تحت حكم الاميركيين الذين استولوا على المنطقة الغنيّة بالنفط والغنيّة بزراعة القمح والذرة وجميع أنواع الحبوب الأخرى ونهبوا خيراتها.

 

رابعاً: سوريا الغنيّة أيضاً بالحبوب والذرة والقمح في منطقة أخرى هي تابعة للدروز، وتلك المنطقة بسبب الحروب بين أهل سوريا الدروز وبين النظام العلوي لا تستفيد سوريا من الزراعة فيها بسبب هذا التقاتل.

 

خامساً: المناطق التي يحتلها الجيش الايراني فإنها للأسف تعاني من تعطّل الحياة فيها بسبب الحروب.

 

سادساً: بسبب وجود ميليشيات شيعيّة، فإنّ المدن كحمص وحماه، تعيش في حال عدم استقرار وبالتالي فإنّ الحياة فيها شبه مشلولة.

 

سابعاً: منطقة اللاذقية وطرطوس وبانياس وما يسمّى بالساحل غير مستقرة بسبب الحروب الطائفية بين العلويين الذين يحاولون السيطرة على المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وهذا ما يخلق  جوّاً عند المواطنين غير مريح وغير مطمئن، والحياة شبه معطلة أيضاً.

 

ثامناً: وماذا عن دمشق؟ يكفي أن ننظر كيف كانت العاصمة دمشق تعيش في استقرار تُحْسَد عليه، حتى انني أتذكر ان صديقاً لي جاء يزور دمشق، فكنا نسهر في الليالي ونعود الى فندق «الشيراتون» في أواخر الليل… ولم يكن هناك مسؤول أو شرطي أو أي رجل أمن يسأل أي سؤال حتى قال لي صديقي الذي كان يصطاف في جنوب فرنسا… إنّ منزله في فرنسا يتعرّض للسرقة كل سنة. وتابع إنه لم يشعر في حياته باستقرار وأمان كما شعر في سوريا… الحمد لله انه توفي لأنه لو جاء اليوم وذهب الى دمشق فلن يصدّق ماذا يحدث في العاصمة السورية حالياً.

 

من ناحية ثانية، صار الفقر أكثر مما يتصوّره إنسان، خصوصاً وأنّ هناك مواطنين يقفون أمام محل سندويشات الشاورما وغيرها من المحال ينتظرون أن يحصلوا على بقايا السندويشات التي يرميها بعض الميسورين.

 

تاسعاً: «النظام» والحرب اغتالا مليون مواطن سوري… وهناك عدد غير معروف يقدّر بمئات الألوف في السجون، ولا أحد يعلم عنهم شيئاً.

 

باختصار… أين كانت سوريا وأين أصبحت.. هذا إذا حسبنا كم هي المليارات التي تحتاجها سوريا لتعود كما كانت قبل الحرب، والأرقام تفيد بأنّ سوريا بحاجة الى 1000 مليار دولار لتعود كما كانت قبل الحرب.

 

يبقى سؤال: هل لو كان الرئيس حافظ الأسد، رحمة الله عليه، حياً، فهل ما حلّ بسوريا كان قد حصل؟.. بالتأكيد.. الجواب كلا.