IMLebanon

«بشّار أوّلاً».. لبنان أخيراً!

 

لا نكذب إن قلنا إنّ اللبنانيّين لم تفاجئهم بالأمس الدّعوة إلى تأجيل القمّة الإقتصاديّة المنوي عقدها في لبنان وإن كان قناع فشل تشكيل الحكومة العتيدة هو العنوان، إلا أنّه سبق هذه الدّعوة الإعلان عن رفض حضور قمّة لا تحضرها سوريا، كلّ هذه حكاوي خبرها اللبنانيّون منذ انقلاب 6 شباط العام 1984، بل أكثر من هذا، نحن نذهب إلى القول إنّ سوريا أيضاً هي «آخر همّهم»، هم مرتبطون عضويّاً ويدينون بمقاماتهم وبقائهم لنظام الأسد، «بشّار أوّلاً» وليذهب لبنان إلى الجحيم!

 

محاولات إثارة «شهوة المال» في نفس «التّاجر اللبناني» هي مدعاة للسخرية، والحديث عن ضرورة استعجال لبنان للاستفادة من «غنيمة» إعادة إعمار سوريا، وهم أكبر، بالكاد سيكون لبنان منطقة وصل موانىء لا أكثر ولا أقل، وستأخذ شركات «السياسيّين» بالكاد «هبشة عقود من الباطن» لصالح الشركات الكبرى، بالتأكيد لن يذهب اللبنانيّون «ليشتغلوا بالفاعل» في عملية إعادة البناء، هذا الاستسخاف بعقول اللبنانيّين يثير الدهشة، أين الدّول التي وضعت ملياراتها الثلاثمائة لإعادة الإعمار في سوريا؟! وهل يصدّق هؤلاء فعلاً أنّ اللبنانيّين يصدّقون هذه الأكاذيب؟! أم أنّ هؤلاء يصدّقون فعلاً أنّ الحوار المعوّم مع «حكومة بشّار» قد يُعيد اللاجئين السوريّين إلى مدنهم وقراهم المدمّرة؟!

 

لم يحدث في تاريخ أي دولة أن شهدنا مسؤولين يتآمرون على أوطانهم بهذا الوجه المكشوف، وبما أنّ «ببغاءاتهم» تطلّ عبر الشاشات لتحدّثنا بنفس منطق سيىء الذكر وزير الخارجية السوري وليد المعلّم الذي كرّر مراراً أن سوريا دولة كبيرة وأساسيّة في المنطقة ولبنان دولة «ثانويّة»، بالأمس شاهدنا من يلقون في وجهنا هذه القذارة من القول، هذه الإهانة من مواطن لوطنه ألم يحن الوقت أن تنصّ القوانين على عقوبة لها؟!

 

المدهش، أنّ هؤلاء يريدون أن يختطفون لبنان من محيطه العربي وانتمائه لجامعة الدول العربية ورهنه ـ من كلّ عقلهم ـ لبشار الأسد الذي لم يعد يملك سلطة حتى في سوريا، للمناسبة، سوريا تحتاج لبنان هذه الأيام، بشار الأسد يحتاج لمن يتعاطى معه على أنّه رئيس لا «خيال» تركه الروس باقٍ إلى حين انتهاء هندسة المشهد السياسي الأخير في سوريا، «ببغاءات» حاجتنا إلى سورية لأنّ البطالة اللبنانية ضربت الرّقم القياسي، فليذهبوا ويستقرّوا في سوريا، لأنّ الشعب اللبناني الذي أخرج بشار الأسد وجيش احتلاله في العام 2005 من الباب مطروداً مدحوراً، لن يسمحوا بعودته من شبّاك «كتبة تقارير» و»مخابراتيّين» عند النظام السوري استجداءً لمنصب نائب أو وزير أو أقلّ من ذلك!!

 

جامعة الدول العربيّة، وحدها تملك حقّ توجيه الدّعوة أو عدم توجيهها، لبنان مكان انعقاد للقمة ليس أكثر، وهنا نودّ أن نذكّر هؤلاء جميعاً بكلام الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي وهو على ما يقال من المتحمسين لإصلاح الحال بين سوريا والعرب، وبما له من وزن وثقل عربي لم يخرج عنه ما هو أبعد من ذلك، فيما نجد في لبنان من هم في موقع المؤتمن على الدولة اللبنانيّة يسعون لإيقاع الضرر بلبنان ودوره العربي استجداءً لحظوة ما عند رئيسٍ لم يعد رئيساً حتى في بلده!

 

بالأمس تذكرّت كثيراً فاروق الشرع ووليد المعلم وتصريحاتهما بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كلاهما تساءل في وجه دول العالم من أجل بقاء احتلالهم جاثماً على صدور اللبنانيّين إذا خرج الجيش السوري من لبنان من سينزع سلاح حزب الله تطبيقاً للقرار 1551 واتفاق الطائف» من المؤسف أنّنا ما لنا كما الأغنية «نمشي وبيننا يغلّ خائنون»، لا يقال في هؤلاء أكثر من كلمة واحدة «الخونة»!